رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القارئ هاني الحسيني: لا يجوز وجود مدير أعمال لقارئ القرآن.. وكتاب الله ليس وسيلة للربح

فيتو

  • مستقبل دولة التلاوة بخير.. ودخلاء المهنة سبب الأزمة
انتقد الشيخ هاني الحسيني، قارئ المناسبات الرئاسية والإذاعة والتليفزيون، فكرة وجود مدير أعمال لقارئ القرآن الكريم، مشيرا إلى أن كتاب الله منهج حياة وليس وسيلة للربح كما يستخدمه البعض.

الحسيني شدد على أن مستقبل دولة التلاوة بخير، مشيرا إلى أن دخلاء المهنة حولوا القراءة إلى سبوبة، مطالبا القراء الجدد أن يعيدوا حساباتهم مع الله.. وإلى نص الحوار:

كيف تم اختيارك للقراءة أمام الرئيس؟
الإذاعة كانت في البداية تُرسل أحد الشيوخ والحمد لله من وقت ما سجلت معاهم وأنا ملتزم جدا في المواعيد، وتم اختياري للقراءة في مسجد الفتاح العليم، ووجدت قبولا والحمد لله "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ"، فيجب على القارئ أن يعرف قيمة المكان الذي يعمل فيه وأن يكون قليل الكلام، وعدم الإفصاح عن أي شيء خاص بالعمل.

كيف بدأت حفظ القرآن؟
الحمد لله أنا دخلت الكتاب في عمر 4 سنوات وأتممت الحفظ وأنا في عمر 8 سنوات ودخلت المسابقات المحلية على مستوى المركز والمحافظة وكنت وقتها تعليما عاما.

دخلت التعليم العام برغبة من الوالد أم الوالدة؟
دخلت بدعوة الوالدة، فكانت دائما تطلع على سطح البيت وتقول: يا رب خده لطريقك. وأنا بطبيعتي كنت شقي جدا وأنا صغير، والأخذ للطريق اصطفاء واجتباء من الله سبحانه وتعالى وكملت في التعليم العام، وحصلت على بكالوريوس من كلية الزراعة جامعة عين شمس.

هل تتذكر أول مسابقة دخلتها؟
حينما وصلت لعمر 12 سنة كانت إذاعة القرآن الكريم أعلنت عن مسابقة "ليلة القدر وذوي الأصوات الحسنة" وكان التقديم في وزارة الأوقاف فأخذت نفسي وأنا صغير وطلعت على وزارة الأوقاف؛ وبالفعل ذهبت إلى إدارة شئون القرآن في الحسين، فوجدت الشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ محمود الطنطاوي وعبد الحكيم عبد اللطيف، وأحمد الرزيقي، فقال لي مدير الأوقاف أنت جاي تعمل إيه؟ فقلت له: أنا جاي أتقدم في المسابقة وسألوني في القرآن والحمد لله ربنا وفقني وطلب مني الشيخ أبو العينين التواجد في اليوم الثاني أمام وزارة الأوقاف الساعة 10 صباحا، وبالفعل ذهبت قبل الميعاد فأخذني إلى الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف السابق، وقال للوزير: دا أفضل ولد سيقرأ أمام الرئيس مبارك.

وماذا قال لك الدكتور "زقزوق" في ذلك اليوم؟
قال لي: إنت عارف هتقرأ أمام مين؟ فقولت له: أنت قلت من شوية إني هقرأ أمام الرئيس. وأخرج الوزير نحو 200 جنيه وقال لي اذهب للبلد وأحضر ملابسك وترجع تسأل على فندق دار المدرعات في مدينة نصر، ولما وصلت البلد بلغت الجماعة في البيت وأخويا وصلني إلى دار المدرعات، وثاني يوم قرأت أمام الرئيس، وطلعت طلب للرئيس أن ألتحق بالأزهر الشريف، فقدم الطلب للشيخ محمد سيد طنطاوي، ووجهوني في اليوم الثاني إلى معهد القراءات ودخلت امتحان قبول والحمد لله نجحت فيه وأخذت القراءات الأزهرية.

وماذا فعلت بعد الالتحاق بالأزهر؟
جئت إلى القاهرة وذهبت إلى الشيخ عبد الله الجوهري وتعلمت على يديه القراءات لكي أحصل على السند والإجازة ومسكني مسجد في بولاق أبو العلا، وأصبحت أصلي بالناس وفي رمضان اقرأ القرآن كاملا، وبعد ذلك دخلت الجيش وخدمت في أسيوط.

كيف التحقت بالإذاعة؟
في 2006 قدمت وقالوا لي الاختبارات بعد 3 شهور فلم أذهب إلا عام 2010، وتقدمت ونجحت الحمد لله، وقالوا لي ستأتي لاختبارات الصوت الأسبوع القادم، وفي نفس التوقيت وجدت إعلانا من وزارة الأوقاف بأنها تريد ترشيح قارئ في المسابقة العالمية بماليزيا، ووجدت الشيخ أبو العينين في اللجنة فقال: "هو الولد دا اللي يروح ماليزيا"، وكانت مصر لم تحصل على المستوى الأول منذ 15 عاما وذهب أحد المشايخ المشاهير الذين حققوا "صيت عالي" في مصر، ولم يحقق فيها أي مستوى؛ والحمد لله وفقت في اختبارات وزارة الأوقاف التي أهلتني لسابقة ماليزيا، ونجحت في اختبارات الإذاعة.

وما المركز الذي حصلت عليه في مسابقة ماليزيا؟
الحمد لله حصلت على المركز الأول ورجعت بها، وبدأت أكمل مشواري في الإذاعة، إلى أن خرجت على الهواء في عام 2013 وكانت الجمعة الأولى على الهواء من سيناء في احتفالية استرداد طابا، وحضر الاحتفالية اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والدكتور محمد مختار جمعة، وجميع القيادات ومسئولي المحافظة، وأول فجر كان من مسجد السيدة سكينة، إلى أن فوجئت بترشيح الإذاعة للقراءة أمام الرئيس، وكانت المرة الأولى التي اقرأ فيها كانت في مؤتمر الشباب بفندق الماسة بمدينة نصر، وبعد ذلك.

ما النصيحة التي تحب توجيهها للمشايخ والقراء؟
هذه نصيحتي وأتمنى أن لا يغضب مني أحد.. لا بد أن تعلموا جميعا أن القرآن منهج حياة، وليس للتربح أو للكسب، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن» وما وجدت حاملا لكتاب الله إلا ووجدته مستورا، «ويا إخواننا أرجوكم مش عاوزين نأخذ القرآن على إنه مكسب وسبوبه، فالقرآن منهج حياة، فلماذا نقتصر بالقرآن على قدر العزاءات فقط»، وتلك الكلمة مهمة أيضا فالإمام حمزة -وجميع القراء يعرفونه جيدا- كان يعلم التلاميذ، وفي يوم من الأيام كان يستظل أسفل شجرة من شدة الحر، فطرق أحد الأبواب ليسألهم الماء، فلما خرج إليه أحد وناوله الماء راح راميه على الأرض، فقال له تلميذه: لما فعلت هذا يا إمام. فقال: أخاف أن أعرض أمام الله سبحانه وتعالى ويقول لي أنت أخذت أجرًا. شوف بقى حالنا اليوم وصل لأي مستوى.

لماذا أصبح شُغل القراء هو التلاوة في العزاءات؟
النبي صلى الله عليه وسلم أجاب على تلك الجزئية، تعرض أمام الله يوم القيامة: "يا رب أنا قرأت القرآن. فيجاب: قرأت ليقال قارئ" وهو المنتشر حاليا الصيت والسمعة، ولذلك قبل أي تلاوة أقول: "اللهم تلاوة لا سمعة ولا نفاق ولا رياء خالصًا لوجه الله، فالله ربي ولا أشرك به شيئًا، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، والأهم من ذلك هو إحنا ليه جعلنا القرآن نغم وبس، صحيح زينوا القرآن بأصواتكم لكن القرآن غايب عن البعض إنه رسالة وأمانة وربنا سيسألهم عن ذلك.

لماذا تفرّد الجيل القديم في دولة التلاوة؟
هؤلاء رجال أخلصوا مع الله.. إنما ما يحدث في تلك الأيام أتمنى أن نعيد حساباتنا فيه، ونعلم أن الدنيا مرحلة وسنعرض أمام الله، ولا بد أن نعلم أن القرآن صديقك سينزل معك إلى القبر، وسنسأل به أمام الله.

هل ترى أن التلاوة أصبحت سبوبة؟
لا أستطيع أن أقول ذلك، لكن على القراء أن يجددوا نيتهم مع الله ومنهم القريب من ربنا جدا، وأتمنى أن لا تكون قراءة القرآن في العزاءات فقط بل في المجالس والندوات وقعدتنا الحلوة.

كيف كانت أول مرة تجلس فيها على دكة القراءة؟
كنت في سن 12 عاما وقرأت في عزاء بالقرية وسهرات رمضانية وكنت أرتدي الزي الأزهري بالرغم من تعليمي العام؛ وأتمنى أن يعود الكُتَّاب مرة أخرى.

ما الأجر الذي حصلت عليه؟
حصلت في ذلك اليوم على 30 جنيها في العزاء وفي سهرات رمضان حصلت على 300 جنيه.

أي المدارس أثرت في شخصيتك؟
مدرسة الشيخ محمود على البنا في المرتل، وفي المجود الشيخ "غلوش" وشعبان الصياد، أحبهم جدا.


كيف تلقيت نبأ اختيارك في مسجد الروضة بعد الحادث الإرهابي؟
أنا كنت في البلد، وتلقيت اتصالا من إدارة التخطيط الديني بالإذاعة: "يا شيخ هاني عاوزينك تقرأ بكرة في مسجد الروضة فقلت لهم خلاص أنا جاي.. وأسأل الله أن يجعل تلك الخطوات في ميزان حسناتي، ورجعت من البلد للقاهرة ودخلت نمت ساعتين ثم استيقظت وتوجهت لصلاة الفجر في مبنى الإذاعة والتليفزيون، ثم تحركنا بالعربيات إلى وحدة عسكرية، وانتقلنا من هناك للمسجد بالطائرة، والحمد لله كانت تلاوة موفقة جدا.

◄قديما كان حامل القرآن يحمل رسالة كبيرة.. لماذا تغير الحال؟
النبي عليه السلام قال أخاف عليكم الدنيا، فالاستدراج والنشأة والبيئة عوامل أساسية، وفيه مشايخ كبار أصحاب رسالة، لكنَّ هناك دخلاء على المهنة كثيرين في تلك الأيام هما اللي بوظوا الدنيا.

◄ما هي أقرب السور إلى قلبك؟
سورة آل عمران هي الأحب لقلبي.

◄كيف تنظر لمستقبل القراء الشباب في مصر؟
إن شاء الله بخير.. فإن كان هناك دخلاء على تلك المهنة فبالصالحين والمخلصين ستظل دولة التلاوة محفوظة.
Advertisements
الجريدة الرسمية