رئيس التحرير
عصام كامل

نهاية عصر المحاجر في الشرقية.. الإغلاق لصالح رجال الأعمال.. والمحافظ السابق وراء تشريد مئات العمال.. وسائق لودر يكشف تفاصيل سنوات عمله.. ويؤكد: حققنا نجاحا كبيرا وانتهى من أجل المصالح

فيتو

المحاجر، تلك الصناعة التي عرفتها مصر في أحد الأيام، ومثلت مصدرا من مصادر الاقتصاد، تعاني الآن الكثير من المشكلات التي تعصف بها، وما يحدث في محافظة الشرقية أبرز الأدلة على ذلك، إذ سارت الأمور نحو تصفية المحاجر، والتخلص من العاملين بها، استجابة لضغوط من رجال الأعمال الذين خططوا للسيطرة عليها.


على أرضية منزله البسيط، الكائن بقرية طاهرة حميد، التابعة لمركز الزقازيق، يجلس رجل يقارب الـ71 عاما متوسط البنية والقامة يستند على أريكة حفرت على وجهه علامات الزمن، تجلس بجواره زوجته الستينية وبناته وعدد من الأحفاد والابتسامة تعلو وجوههم.

التقى محرر فيتو بـ«محمد محمود محمد بيومى» سائق لودر، وأحد أقدم العمال بمشروع المحاجر الذي تم تصفيته على يد محافظ الشرقية السابق اللواء خالد سعيد، ليروي لنا بدايته بالعمل وحتى بلوغه سن المعاش، وظهور أول قانون يعترف بنقابات العمال عام 1942، وطوال تاريخ مصر كان لعمالها دور بارز في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبدأت الدولة في الاحتفال به رسميا في الأول من مايو عام 1964 بقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

أيام السادات
يحكي عم محمد تفاصيل ما جرى: «أيام زمان كانت أيام خير وعز.. غير الأيام دى خالص.. أيام أنور السادات كنت وقتها بعمل في إحدى شركات الغزل والنسيج وكان النصف جنيه يحل جميع مشاكلنا من احتياجات المنزل والملبس وخلافه والحياة ماشية زى الفل والحمد الله».

وأضاف: «في عام 1984 التحقت بالعمل في مشروع المحاجر حيث تم تعيينى وقتها بنظام الحوافز، وكنت أحصل على مبلغ مالي قدره 75 جنيها وكانت بتكفي والأسعار رخيصة واشتركت في جمعيات وبنيت بيتى وجهزت بناتى منه كمان، الألف طوبة وقتها كانت بـ60 جنيها ونقلة الرمل 20 جنيها وطن الأسمنت 100 جنيه إنما حاليا لو بنقبض 4 آلاف جنيه ميعملوش حاجة بسبب الظروف المعيشية المتردية التي يعيشها المواطنون وارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية.. الله يكون في عون الشباب».

داخل المحاجر
وتابع: «عشت في مشروع المحاجر أكثر ما عشت بين أسرتى اللي كنت بشوفهم كل 4 أيام فقد كنت وقتئذ شابا وكان نفسي أنا وزملائي نعمل حاجة بعد فترة عصيبة مرت على البلد من حروب وأزمات سياسية وخلافه فكان المشروع بمثابة مدينة كاملة وخلية نحل لا تهدأ طوال اليوم ويعمل به المئات من العمال وكانت الإدارة توفر لنا كل شيء فكنا منظومة ناجحة لدرجة أن صدى النجاح الذي حققه انعكس سريعا على مشروعات المحافظة الخدمية وموازنة الدولة».

وأشار في نهاية حديثه إلى أن هناك أيادى خفية داخل المحافظة تقف وراء تصفية وحل مشروع المحاجر وتشريد مئات الأسر في عهد المحافظ السابق علاوة على المستفيدين من رجال الأعمال وأصحاب المحاجر الخاصة قائلا: «مفيش أي تصفية للمحاجر غير في الشرقية بس وكل المحافظات فيها المشروع يعمل بشكل طبيعي والجميع تضرر من وقفه.. العامل في بلدنا مش واخد حقه رغم أنها بلد زراعية وصناعية».
الجريدة الرسمية