رئيس التحرير
عصام كامل

"خطايا" جامعة القاهرة


في فيلم (الخطايا) يقف عبدالحليم حافظ (حسين) أمام طلاب جامعة القاهرة ليقنعهم بانتخابه رئيسًا للاتحاد ويهتف الطلاب بأول حروف من اسمه (ح.م).. قبل أن يأتي أنصار منافسته نادية لطفي (سهير) ويهتفون بحروف اسمها (س.س) ويدور بينهما جدل أقرب للكوميديا في محاولة لكسب تأييد الطلاب.


-سهير: س.س تتكلم بإسمكم

- حسين: س.س متعرفش تتكلم

-سهير: ح.م ميفهمش حاجة

-حسين: س.س هية اللي متفهمش

مر على إنتاج الفيلم قرابة الستة عقود تركنا خلالهم الصراع الكوميدي، بين العندليب ونادية لطفي، على كسب تأييد طلاب جامعة القاهرة حتى وصلنا إلى كوميديا سوداء بطلها رئيس الجامعة نفسه!

منذ أيام تناسي رئيس جامعة القاهرة أهمية المكان الذي يمثله ليقف أمام الطلاب متحدثًا عما أسماه "مفاجآت للطلاب".. كانت طريقة الرجل في الحديث صادمة!

جاءت طريقة حديث الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، خلال الفيديو الذي انتشر له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أشبه بمندوب مبيعات يُعدد مزايا السلعة أمام الزبون ليحثه على شرائها، فيقول للطلاب (إحنا هنخرجك وخلي الـ 5% على جامعة القاهرة) وذلك خلال حديثه عن قراره بإعطاء 5% درجات إضافية لطلاب البكالوريوس والليسانس بجانب درجات الرأفة لمساعدتهم على التخرج.. وفي مرة أخرى يقول (نقول كمان.. مين اللي مدفعش المصاريف) ثم يتحدث عن إعفاء الطلاب من المصاريف!

وبعيدًا عن مدى صحة أو خطأ هذا القرارات وغيرها من "مفاجآت" رئيس الجامعة ولكن يبقى الأسلوب نفسه بعيد تمامًا عما يتناسب مع وقار منصب رئيس الجامعة الأعرق في مصر.

أما عن القرارات نفسها، فقد حاول بيان الجامعة تفسيرها ولكن صياغته جاءت كمن أراد أن يكحلها فأعماها. فالبيان يعتبر أن الانتقادات جاءت بسبب غضب "الإخوان والمعارضة" من هتاف رئيس الجامعة بكلمة "تحيا مصر" ولم يتطرق لأسلوب رئيس الجامعة وطريقته في الحديث.

ويقول البيان في أحد أجزائه (هي حالة غير مسبوقة في جامعة القاهرة أن يطلق جمع طلابي بهذا العدد هتاف تحيا مصر) ولا أعرف ما الأهمية العلمية للجامعة في أن يطلق سبعين ألف أو مائة ألف أو مليون شعار معين مهما كانت أهميته أو دلالته، أليس من الأولى لجامعة القاهرة ورئيسها أن تهتم بالتواجد في تصنيف أهم 100 جامعة حول العالم بدلًا من تسجيل الحالات غير المسبوقة!

أصبح البعض يريد أن يخطئ كما يشاء ثم يصرخ بأن أعداء الوطن يتربصون به ويهاجمونه ويبدأ في تحذير الآخرين من انتقاده.. جميعنا نتمنى أن "تحيا مصر" ولكنها لن تحيا ونحن نقزمها ونصغرها ونهين مؤسساتها عندما نسمح بصدور تصرفات وتصريحات غير منضبطة من بعض المسؤولين.
الجريدة الرسمية