رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد بهاء الدين يكتب: أين نحن من اليمين واليسار

أحمد بهاء الدين
أحمد بهاء الدين

في مجلة روز اليوسف عام 1958 كتب الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين مقالا قال فيه: إننا نستعمل علامتى اليمين واليسار لأنهما تستعملان في كل البلاد التي تتجه إلى البناء.


وهناك عدة نظريات للبناء الاقتصادى والاجتماعى نظريات شيوعية واشتراكية توصف بأنها نظريات يسارية، ونظريات رأسمالية توصف بأنها نظريات يمين.
اليمين كما يقول الكاتب الفرنسى جول رومان هو من يخشى ضياع الحاضر، أن تكون من اليمين هو أن تتمسك بالموجود وأن تخشى المستقبل وما قد يتطور إليه.. بينما اليسار يمتاز بالخيال الواسع، وصاحب نظرة للمستقبل وأنا خالقه.
وأقول من الصعب أن يتصور وجود يمينيين حقيقيين عندنا اليوم، لأنه من غير المعقول أن يوجد بيننا يمينيين يريدون التمسك بالحاضر كما هو عليه، أن الدولة نفسها لا تريد التمسك بالحاضر كما هو عليه الآن.
فالحاضر الموجود هو حاضر تمهيدى يجيئ بعده الصناعة والحاضر الاقتصادى، وأن اليمين لن يتضح حتى نمضى في البناء ونبدأ خطوات في الصناعة ونتمسك فيه بذلك، وفى نفس الوقت اليسار واضحا لأنه سيحاول تطوير الحاضر.
خلاصة الكلام أنه لا يوجد الآن يمين ويسار لاننا في مرحلة انتقال، ففى أي مجتمع رأسمالى يوجد عادة أكثر من طبقة وأكثر من فئة وأكثر من رأى، وهناك فرق بين المستفيدين من استمرار النظام الرأسمالى، وهؤلاء يحافظون على الدوام للاحتفاظ بالوضع كما هو قائم.

واليسار أنواع، نوع يريد هدم القائم دفعة واحدة، ونوع يريد تطويره والتمهيد له تدريجيا، ولكنه يسار على كل حال يريد تغيير الوضع القائم.
صحيح أننا في جمهوريتنا نمر بفترة انتقال لكننا في فترة انتقال من حيث أشكال الحكم وعمليات التخطيط والتصنيع، أما الوضع الاجتماعي فهو دائما موجود بعنصرى اليمين واليسار، وأى فترة انتقال بطبيعة الحال تغير في مواقع اليمين واليسار.
لكن هذا التغيير والتعديل شيء ووجود اليسار واليمين شيء آخر، أما القول أن اليمين الذي يريد التمسك بالحاضر فهو غير موجود لأن الدولى لا تفكر في ذلك، وفى كلتا الحالتين اليمين موجود واليسار موجود ومصالح الاثنين موجودة.
على أن هناك نقطة هامة فهناك فرق كبير بين أن يكون اليمين واليسار موجودين، وبين أن يكونا في حالة صراع، هما بالفعل متصارعان دائما.
وبالنسبة لتعبير الوحدة الوطنية فهو يعنى اتحاد كل عناصر المجتمع في جبهة واحدة، وهذا التعبير يتضمن معنى وجود أكثر من عنصر واضح داخل فيها.. أي وجود يمين ويسار ولكنهما متحالفان أي متعاونان، فالصراع بينهما هو الذي يوجد أحيانا ولا يوجد أحيانا أخرى، وبدرجات متفاوتة، أما وجودهما فهو قائم.
Advertisements
الجريدة الرسمية