رئيس التحرير
عصام كامل

برادلي لوري يهزم السرطان من قبره..غابت ابتسامته وحضرت «تبرعات محبته».. الطفل الصغير أيقونة الملاعب الإنجليزية.. المرض يحاصره.. ووالداه يرسمان البهجة على وجوه المصابين

فيتو

في يوليو 2018، وتزامنًا مع الذكرى السنوية الأولى لرحيل الطفل البريطاني، برادلي لوري، نتيجة إصابته بنوع نادر من مرض السرطان، خرجت إلى النور في مقاطعة «دورهام» البريطانية مؤسسة خيرية تحمل اسمه، قامت هذه المؤسسة على التبرعات الخيرية من الأشخاص المحبين لـ«برادلي» الذي اشتهر بكونه أصغر مشجع لنادي «سندرلاند» الإنجليزي، الذي توفي بسبب فقره وعدم قدرة عائلته على تحمل مصاريف علاج «ورم الخلايا البدائية العصبية» المعروف بندرته وتكلفة علاجه المرتفعة، وذلك بناء على رغبته التي أبلغ بها عائلته قبل رحيله، حيث كان يطالب عائلته بإنشاء مؤسسة تساعد في علاج الأطفال الفقراء، وترحمهم من ألم المرض الخبيث، حتى ينعموا بحياة فاخرة دون أن يتم تأجيل جرعات العلاج المخصصة لهم وتزداد حالتهم سوءًا.


30 طفلا
بعد 10 أشهر من افتتاح المؤسسة الخيرية، ساعدت التبرعات في علاج أكثر من 30 طفلًا يعانون من الورم الخبيث، من بينهم طفلة كانت تعاني من نفس حالة الطفل برادلي، حيث إن المؤسسة تمكنت خلال شهر واحد من افتتاحها بجمع أكثر من 1.4 مليون جنيه إسترليني، وبعد أقل من سنة جمعت أكثر من 3 ملايين جنيه إسترليني.

بعدما نجحت المؤسسة في علاج عشرات الأطفال ومساعدتهم على النهوض من جديد والتغلب على الألم، كشفت جيما لوري، والدة الطفل «برادلي»، أنها حرصت على إنشاء هذه المؤسسة تنفيذًا لرغبة طفلها الراحل ومساعدة الأطفال المرضى، ولأن ذلك الشيء الوحيد الذي يجعلها تتغلب على حزنها بفقدان طفلها، كما أنها تكون في أسعد حالاتها بعد مساعدة الأطفال المصابين بالمرض وغير القادرين على تحمل تكاليف العلاج وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية بعد تلقى العلاج والشفاء، فهي لا ترغب في أن يعانوا مما عانت منه مسبقًا بسبب العوز والفقر.

مشجع نادي سندرلاند
«برادلي ».. طفل معروف بأنه مشجع كبير لنادي "سندرلاند" رغم صغر سنه، لكن ابتسامته التي كانت لا تفارقه أصبح تميمة مألوفة في الملاعب الإنجليزية ليس فقط هناك بل ذاع صيته في العالم أجمع، وازدادت محبته والتعاطف معه بعد العلم بإصابته بنوع نادر من السرطان «ورم الخلايا البدائية العصبية»، حيث حظي متابعة وتعاطفا جماهيريا كبيرا عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتسببت هذه المحبة الشعبية في توجيه دعوة له من قبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ليكون تميمة الحظ لإنجلترا ضد ليتوانيا قبل عامين، كما كان له الفضل في توحيد الانقسامات والخلافات بين عشاق الساحرة المستديرة دعمًا لمعركته المرضية، ولكونه كان يمتلك قدرة غريبة على تحريك مشاعر الكبار بسرعة من خلال تصرفاته البريئة والعفوية والتي ظلت مستمرة رغم رحيله.

في الماضي قبل وفاة «برادلي» بأشهر قليلة ونظرًا لعدم قدرة الأسرة على تحمل مصروفات العلاج، قامت بحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمع المبلغ المطلوب وعلاج طفلهم، ولحسن الحظ استطاعت تحقيق ذلك من خلال تبرعات أندية كرة القدم، كان أبرزها تبرع إيفرتون - نادي كرة قدم من مدينة ليفربول - بـ200 ألف دولار، لكن ضربة قاسية ومؤلمة كشفت فحوصات جديدة عن أن السرطان سيرافق «برادلي » طيلة حياته، والعلاج المكثف سيكون فقط لإطالة عمره، أو حتى من الممكن أن يقتله، وبالفعل سرعان ما تمكن المرض من الطفل الصغير الذي قاوم مرارًا وتكرارًا قبل أن ينتكس وتنتهي القصة المؤثرة في عالم الساحرة المستديرة بوفاة أصغر مشجع لـ«سندرلاند» بمرض السرطان.

مأساة عانت منها «جيما لوري» والدة الطفل الصغير بعد وفاته، لكنها سرعان ما قررت النهوض سريعًا ومشاهدة ابتسامة طفلها تعود من جديد على وجوه الأطفال الذين يعانون من نفس المرض ويكونون ضحية للعنته بسبب فقرهم وعدم قدرتهم على التكفل بمصاريف العلاج الباهظة، من خلال إنشاء مؤسسة خيرية باسم طفلها لإحيائه مدى الحياة تعمل على مساعدة المرضى الفقراء.

تجدر الإشارة هنا إلى أن ورم «الخلايا البدائية».. نوع من السرطان يصيب الرضع والأطفال الصغار، يتطور هذا الورم من الخلايا العصبية ويصيب العديد من أعضاء الجسم، وغالبا ما يصيب منطقة البطن وبالتحديد الغدد الكظرية الموجودة في أعلى الكلى، وقد ينتشر في أماكن أخرى مثل: الكبد العظام العنق والغدد الليمفاوية، كما يصيب هذا المرض نحو 100 طفل سنويا تحديدًا في بريطانيا، وسبب المرض لا يزال غير معروف حتى الآن.

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية