رئيس التحرير
عصام كامل

بعد استقالة بوتفليقة.. الجزائر إلى أين؟

الرئيس الجزائري عبدالعزيز
الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة

أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، استقالته من منصبه اليوم، بعد جلوسه على كرسي الحكم لمدة عشرين عاما، لينتهى به المطاف خارج أسوار القصر بعدما خرجت مظاهرات حاشدة ضد ترشحه لولاية خامسة.


اقرأ: استقالة بوتفليقة.. محطات في حياة الرئيس المريض

انتهى زمن بوتفليقة بما له وما عليه، ليترك للتاريخ وحده تقييم سنوات حكمه الممتدة، التي انتهت بطريقة مهينة نتيجة حرص دوائر مقربة على بقائه في السلطة رغم حالة الوهن والمرض التي ظهرت عليه خلال السنوات الخمسة الأخيرة من رئاسته، وبرحيله يكون الرئيس السابق الآن، قد عجز عن تحقيق أحد أمانيه التي كشف عنها وهي الموت على كرسي العرش.

بالرغم من العاصفة السياسية التي اجتاحت الدولة منذ مطلع العام الجاري، شهدت الجزائر اليوم 12 ساعة عصيبة بدأت مع ساعات الظهيرة، بكشف الرئيس الجزائري السابق، اليمين زروال، تفاصيل اجتماعه مع الجنرال المتقاعد محمد توفيق مدين، رئيس المخابرات الجزائرية السابق والملقب بـ"الرجل الغامض" بهدف إعادته إلى الحكم من خلال ترؤسه هيئة لتسيير المرحلة الانتقالية.

شاهد أيضا: رئيس الجزائر السابق يكشف كواليس «لقاء الصفقة» مع الجنرال الغامض

وجاء في رسالة زروال بحسب وسائل إعلام محلية، "بداعي الشفافية وواجب احترام الحقيقة، أود أن أُعلم أنني استقبلت يوم 30 مارس بطلب منه الفريق المتقاعد محمد مدين الذي حمل لي اقتراحا لرئاسة هيئة تسيير المرحلة الانتقالية، وأكد لي أن الاقتراح تم بالاتفاق مع السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس، المستشار لدى الرئاسة".

وأضاف اليمين زروال: "عبرت لمحدثي عن ثقتي الكاملة في وعي الملايين من المتظاهرين، وكذا ضرورة عدم عرقلة مسيرة الشعب الذي استعاد السيطرة على مصيره". ويظهر من هذا الرد أن الرئيس السابق رفض المقترح المقدم له من طرف المستشار وشقيق رئيس الجمهورية.

وختم زروال رسالته بالقول: "اليوم وأمام خطورة الوضعية يجب على أصحاب القرار التحلي بالعقل والرقي لمستوى شعبنا لتفادي أي انزلاق".

واقرأ: انتهت المهلة.. الجيش الجزائري يصدر بيان الحسم

بيان الأمين زروال، دفع رئيس الأركان الفريق قايد صالح، لعقد اجتماع عاجل مع جنرالات الجيش، بعدما استشعر بخطورة ممارسات خفية يقوم بها السعيد بوتفليقة والجنرال مدين بهدف عرقلة مسار الحل الدستوري، وأصدر بيان الحسم الذي دفع بوتفليقة لإعلان استقالته رسميا بعد أيام من المماطلة بهدف تعطيل الحل الدستوري.

شاهد: جزائريون يقاضون شقيق بوتفليقة لانتحاله صفة الرئيس

وسط موجة بيانات الساعات العصيبة، رفع عدد من الجزائريين دعوى ضد شقيق الرئيس الجزائري ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة، متهمينه بانتحال صفة الرئيس.

وهذه الشكوى هي الثانية من نوعها في أسبوع، بعد الدعوى القضائية التي رفعها جزائريون الأحد الماضي من محافظة باتنة ضد شقيق الرئيس الجزائري بتهمة "التزوير" لتدخل أجنحة الحكم المتصارعة في مواجهات قضائية معلنة بعدما ظل "رجل الظل" محصنًا بنفوذ شقيقه على مدار العقدين الماضيين.

اقرأ: من هو عبد القادر بن صالح رئيس الجزائر المؤقت؟

بعد إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الثلاثاء، استقالته من منصبه، قبل انتهاء ولايته الرئاسية في 28 أبريل، تثار التساؤلات حول مصير المنصب الشاغر، وهو ما تجيب عليه المادة 102 من الدستور.

ففي حالة استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته، يجتمع المجلس الدستوري ويثبت الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية، ويتم تبليغ البرلمان بذلك الشغور.

ويتولى رئيس مجلس الأمة مهام رئيس الدولة لمدة أقصاها 90 يوما تنظم خلالها انتخابات رئاسية ولا يحق لرئيس الدولة المعين بهذه الطريقة أن يترشح لرئاسة الجمهورية. 
وإذا اقترنت استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته بشغور رئاسة مجلس الأمة لأي سبب كان، يجتمع المجلس الدستوري وجوبًا، ويثبت بالإجماع الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية وحصول المانع لرئيس مجلس الأمة، وفي هذه الحالة، يتولى رئيس المجلس الدستوري مهام رئيس الدولة.

كما تنص المادة على أن "رئيس الدولة المعين حسب الشروط المبينة أعلاه يضطلع بمهمة رئيس الدولة طبقًا للشروط المحددة في الفقرات السابقة وفي المادة 104 من الدستور التي تحد من صلاحيات الرئيس بالنيابة، ولا يمكنه أن يترشح لرئاسة الجمهورية.

شاهد: 7 سلطات وقوى تحدد مستقبل الجزائر
لتدخل بعدها البلاد في سيناريوهات مفتوحة حول رجل قصر المردية الجديدة خلفًا لعبدالعزيز بوتفليقة، ويعد رئيس الأركان الفريق قايد صالح من أبزر الأسماء المطروحة بالرغم من ارتدائه الزي العسكري حتى الآن، لكنه يتصدر قائمة تشمل عدة أسماء محتملة بينهم الجنرال المتقاعد على غديري، الملياردير والمعارض الجزائري، رشيد نكاز، مرشح حركة مجتمع السلم "حمس" فرع الإخوان في الجزائر، عبد الرزاق مقري، إضافة إلى ناصر بوضياف، نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف.
الجريدة الرسمية