رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة بوتفليقة.. 7 سلطات وقوى تحدد مستقبل الجزائر

الرئيس الجزائري عبد
الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

بات مصير الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الوصول لولاية خامسة لحكم الجزائر أمرا صعبا في ظل اندلاع الاحتجاجات بالشارع الجزائري، ومطالب القوى السياسية بإلغاء الانتخابات، وسط مخاوف من عودة العشرية السوداء لبلد المليون شهيد.


ترصد "فيتو" الـ7 الكبار في لعبة السلطة والنفوذ داخل الجزائر.

قائد الجيش
يرى مراقبون أن قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، نائب وزير الدفاع الجزائري، الجنرال أحمد قايد صالح أحد أبرز المرشحين لخلافة عبد العزيز بوتفليقة، وهو من أقوى جنرالات المرحلة الحالية.

ويشكل "قايد صالح" حاكم الظل الآن في الجزائر، وكذلك حاكم المستقبل في حالة فراغ كرسي الرئاسة الجزائرية لأى لأسباب في اللعبة السياسية.

ويرى المراقبون أن رئيس أركان الجيش الجزائري يمتلك العديد من الأوراق الرابحة التي يراهن عليها قايد صالح، منها أنه يعد من بين أحد ضباط الجيش الجزائري القليلين النافذين الذين بدءوا مسيرتهم المهنية في زمن جيش التحرير الوطني الجزائري، الجناح المسلح لحزب جبهة التحرير الوطني خلال حرب الاستقلال، كما تولى قايد صالح قيادة القوات البرية نحو عشرة أعوام خلال العشرية السوداء، أي أنه متمرس في مواجهة الإرهابيين.

كما استطاع "قايد" أن يطيح بخصومه ومراكز القوى المناوئة له في قصر"زرالدة" حيث مقر الحكم بالجزائر، وحل الجيش الجزائري محل "دائرة الاستعلام والأمن" كمحور رئيسي بين الفصيل الرئاسي والجهاز العسكري الأوسع، ففي 13 سبتمبر 2015 أعلن الرئيس بوتفليقة إنهاء مهام الفريق محمّد توفيق مدين مدير جهاز المخابرات- المعروف بدائرة الاستعلام والأمن (DRS)- عبر 25 عاما من إدارته للمخابرات الجزائرية.

وبإنهاء مهام الفريق محمد توفيق مدين أصبح الجنرال أحمد قايد صالح هو رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع بحكم الواقع، حيث مارس نفوذًا كبيرًا على الحكومة أكثر من أي فصيل آخر في النظام.

كما اتخذ من شعار محاربة الفساد طريقا للإجهاز على المجموعة الثانية التي تنافسه على الحكم في قصر "زرالدة"، حيث رجال الأعمال وسطوتهم مع نسج علاقات بسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري، ففي 29 مايو اكتشفت قوات خاصة من البحرية الجزائرية 701 كيلو جرام من الكوكايين في ميناء وهران غرب الجزائر وصادرتها.

ثعلب الصحراء الجزائري
ويشكل الفريق محمّد مدين المعروف بالجنرال "توفيق"، مدير جهاز المخابرات - المعروف بدائرة الاستعلام والأمن (DRS) - السابق أحد أبرز المرشحين لخلافة بوتفليقة في الحكم.

الجنرال توفيق يتمتع بشبكة علاقات واسعة، حيث يعرف كل كبيرة وصغيرة في الجزائر بحكم منصبه لسنوات طويلة (منذ مطلع التسعينيات وحتى 2015) في رئاسة جهاز الاستخبارات الجزائري.

كان مدين أحد الوجوه العسكرية والأمنية التي عملت على إقناع بوتفليقة في العام 1988 بضرورة أن يكون مرشح النظام في انتخابات 1999، وفي 2004 دعم توفيق ترشح بوتفليقة، ثم بعدها في 2009، كما دعم في 2008 التعديل الدستوري الذي سمح له بالترشح مجددًا.

كما يتمتع الجنرال مدين بشبكات في شتى الأوساط وفي كل أنحاء البلاد، كما أنه متابع جيد لكرة القدم ومحب للسيجار قليل الكلام، وينفر من المناسبات الاجتماعية، ومشهور عنه هدوؤه وانطوائيته.

ويتحكم الجنرال مدين في الإعلام، حيث زرع العديد من رجاله في مختلف المناصب العليا في الإدارة والشركات الكبرى وحتى الأحزاب السياسية.

ويعد الجنرال المتقاعد علي غديري (64 عاما)، والذي أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية الجزائرية المقرر إجراؤها في 18 أبريل المقبل، أبرز المقربين للجنرال توفيق، ويراه مراقبون أنه المرشح الأبرز ضد بوتفليقة، ويشكل ورقة الجنرال توفيق ورهانه القوي في المنافسة على حكم الجزائر، مستغلا أوضاع الصحية المتدهور لبوتفليقة وغضب الشارع الجزائري.

المدير العام للأمن الوطني
اللواء عبد الغني هامل الذي كان يشغل منصب المدير العام للأمن الوطني، وأقاله بوتفليقة في قرار مفاجئ في يونيو 2018.

ويعد هامل أحد ضحايا قائد الجيش الجنرال قايد صالح، وقد يشكل بشبكة علاقته القوية داخل الجزائر، وخاصة مع رجال الأعمال والقوى السياسية والشعبية والإعلام، مع مدير الاستخبارات السابق الجنرال توفيق تحالفا قويا في السيطرة على السلطة في الجزائر وهزيمة الجنرال صالح، مع تدهور صحة بوتفليقة وارتفاع الغضب الشعبي بالبلاد.

وكان محللون يتوقعون ترشحه للانتخابات الرئاسية في حال رفض بوتفليقة البقاء في السلطة أو حال غيابه، ولكن مع ترشح بوتفليقة والغضب الشعبي قد ينحاز هامل إلى مرشح الجنرال توفيق وهو الجنرال على غديري.

ترامب الجزائر
من اللاعبين الأقوياء على الساحة الجزائرية الملياردير الجزائري "شكيب خليل صديق" المعروف بترامب الجزائر، وهو وزير الطاقة الجزائري الأسبق، صديق الطفولة لسعيد بوتفليقة الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري.

خليل صاحب أكبر نفوذ في الجزائر، فسياسته في تسيير مؤسسة سوناطراك التي اعتبرها الكثير ناجعة، بعد رفع إنتاج النفط خلال فترة ترؤسه المؤسسة، أهَّلته لأن يصبح الرجل الأول في وزارة الطاقة.

وخليل هو صديق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحصل في 1968 على شهادة الدكتوراه في الهندسة النفطية من جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.

كما أنه متزوج من فلسطينية الأصل حاصلة على الجنسية الأمريكية، ولديها ابنة تسمى "سيناء"، وهي لعبت دورا كبيرا في نجاحه وعلاقته بالمجتمع والإدارة الأمريكية.

ويشكل "شكيب" أبرز القوى اللاعبة في الجزائر، نظرا لنفوذه القوي في الاقتصاد الجزائري، وعلاقاته الدولية التي تساعده في إحداث أي اختراق للساحة الجزائرية على صعيد السلطة والنفوذ.

"بن فليس".. الطامح للرئاسة
ويعد رئيس الحكومة الجزائري الأسبق علي بن فليس من اللاعبين في الساحة الجزائرية، ويتمتع "بن فليس" بدعم قوي من قبل الجيش الجزائري، وكذلك دعم تيار كبير من قيادات "جبهة التحرير الوطني" الحزب الحاكم في الجزائر، إلى جانب المنتمين لقطاع العدالة ورجال الأعمال له.

واختاره بوتفليقة في 1999 لإدارة حملته الانتخابية كمرشح للرئاسة، قبل أن يعينه مديرا لديوانه بعد اعتلائه السلطة.

وفى عام 2000 عيّنه الرئيس بوتفليقة رئيسًا للحكومة، لينتخب مطلع 2003 أمينًا عاما للحزب الحاكم "جبهة التحرير الوطني"، ونافس بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية في 2004.

الإسلاميون وأردوغان الجزائر
وتعد جماعات الإسلام السياسي في الجزائر من القوى التي لها دور في لعبة السلطة والنفوذ في الجزائر.

وتشكل "حركة مجتمع السلم"، فرع الإخوان في الجزائر، بقيادة عبد الرزاق مقري "أردوغان الجزائر"، أبرز القوى التي لها دور في إدارة صناعة السلطة والنفوذ بالبلاد.

وفي يناير الماضي، أكد عبد الرزاق مقري أنه التقى بالسعيد بوتفليقة، شقيق رئيس البلاد، في لقاء نادر أثار جدلًا واسعًا.

وأوضح مقري عبر حسابه في “فيس بوك”، أن ذلك اللقاء جاء في إطار “سلسلة اللقاءات التي أجراها مع عدد من الشخصيات والأحزاب السياسية في إطار مبادرته السياسية”.

وتساءل الناشطون في تعليقاتهم على تصريحات "مقري" عن موعد اللقاء، وما الذي تم بحثه خلاله، لكنه تحفظ عن تقديم إجابات شافية.

الوريث.. الرئيس الظل
سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري من مواليد 1957، يعرف بأنه الرئيس الظل في الجزائر، عُرف بطموحه وحنكته وتأثيره اللافت للنظر على قرارات بوتفليقة الرئيس، خصوصا بعد تدهور الحالة الصحية للأخير.

ويشغل سعيد بوتفليقة منصب مستشار في الرئاسة الجزائرية برتبة وزير، وقد عُين بمرسوم غير منشور، ويتمتع الشقيق الأصغر لرئيس الدولة الجزائرية ومستشاره الخاص بنفوذ كبير.

وتقدر أموال سعيد بوتفليقة حاكم الجزائر المطلق الآن بأكثر من 10 مليارات دولار، والكثيرون من الجزائريين لم يشاهدوه أبدا، ولا يعلمون أنه من يقرر الكثير من الأمور المتعلقة بمصير حياتهم اليومية.

يرتبط سعيد بوتفليقة أو الرئيس الظل بعلاقات واسعة برجال الأعمال وجنرالات الجيش الجزائري، وقد لعب دورا كبيرا في الإطاحة بثعلب المخابرات الجزائرية الجنرال توفيق مدين من منصبه، لذلك يعد أبرز المرشحين لخلافة شقيقه الأكبر عبد العزيز بوتفليقة.
الجريدة الرسمية