رئيس التحرير
عصام كامل

كفاية.. فرهدة!


الفرهدة!.. كلمة مصرية أصيلة، تصيب الإنسان في حالة إذا ما بذل مجهودا كبيرا، ولم يعد يحتمل المزيد، واهتزت الأرض من تحت قدميه ولم تعد ساقاه تقويان على حمله، كما يصاب الإنسان بالفرهدة أيضا في حالة تعرضه لحرارة الشمس الساخنة لمدة طويلة في عز الصيف، فيصبح عرقه "مرقه" وهيقع من طوله.


أما السبب الثالث للفرهدة فهو يحدث غالبا عندما يكون الشخص سيئ الحظ، لأنه طالب في الصف الأول الثانوي ويروح الامتحان بالتابلت والسيستم يقع!.. وتمر الدقائق والساعات.. ولسه السيستم واقع!

وتسمع من المراقبين على الامتحان أغرب نصيحة في الدنيا: قوم يا بني منك ليه روح بيتكم، وحاول تحل الامتحان في البيت! 

وبالفعل تعمل بالنصيحة وتروح، فتكتشف أن النتيجة واحدة، لا تلاقي الامتحان ولا تعرف تحل حاجة!.. ويمر الوقت، ويزيد التوتر، ويتصاعد القلق، فيصاب الطالب بحالة من الفرهدة والانهيار التام.

ببساطة... لأنه أصبح في حيرة وعجز عن التصرف، مش عارف يعمل إيه، ويتصل بزملائه يشوف يمكن حد عرف يعمل حاجة يلاقيهم برضه مفرهدين من الارتباك والخضة!

تبحث عن أولياء الأمور فتجدهم في حال لا يسر عدوا ولا حبيبا، وقد وصلوا لمرحلة "الفرفرة"، والحالة دي بتحصل لما قلوبهم ترجف من الخوف على ضياع مستقبل أولادهم. وعمالين يجروا ورا الأخبار لمعرفة مصيرهم والامتحانات التي لم يحلوها ولم يمتحنوها أو يروها من الأساس فلا يجدون غير تصريحات تلقى اللوم على السيستم!

إنما إيه اللي هيحصل مع أبنائهم ما فيش حاجه اتوضحت ولا اتقررت.. فيلجئوا للسوشيال ميديا ما يلاقوش غير تريقة وتنكيت على اللي حصل.

وتيجي المادة اللي بعدها تاني يوم ويتكرر نفس سيناريو اليوم الأول، والطلبة (تفرهد) وأهاليهم (تفرفر) ولسه السيستم واقع!.. ومعالي الوزير يطلع يقول إن النقد والعتاب بيزعله هو شخصيا، دون أن يلتفت إلى أن هناك مئات الآلاف من الطلبة وعائلاتهم.. في كرب عظيم!

هذا ما حدث مع أكثر من ٧٠٠ ألف أسرة بعدد طلاب الصف الأول الثانوي يشعرون الآن بالضياع، وفي انتظار كلمة، سواء من معالي وزير التعليم وهي الإعلان عن إلغاء منظومة التابلت فورا، والعودة إلى الكتاب الورقي والامتحان بالورقة والقلم.. لأنه رغم حسن نوايا الوزير الدكتور طارق شوقي وسعيه لتطوير التعليم.. إلا أنه اتضح أن الظروف وسرعة النت مش (مساعداه) والإمكانيات أقل من الطموحات..

إذن يصبح الرجوع للحق فضيلة، إنقاذا لأعصاب وأرواح الطلبة وأولياء أمورهم من الموت بالذبحة الصدرية، أوانفجار الشرايين. 

فعودوا للورقة والقلم وأمركم لله، وهذا هو الحق فلا أمل في التابلت طول ما السيستم واقع.. والحق أحق أن يتبع يا دكتور طارق!
الجريدة الرسمية