رئيس التحرير
عصام كامل

فكري أباظة يكتب: بعض الثقة لا كلها

فكرى اباظة
فكرى اباظة

في مجلة المصور عام 1953 كتب الصحفى الساخر فكرى أباظة مقالا عن الصحافة قال فيه: «قال لى محدثى وهو من رجال الثورة وهو يعيب ويلوم: أحقا أنكم معشر الصحفيين تؤيدوننا مؤمنين مقنعين».
 

قلت: نؤيدكم لا عن رهبة ولا عن نفاق فالصحفى لا يرهب ولا ينافق وإنما يقصف قلمه أو يثنيه إذا نافق المسئول أو حاول أن يرضيه فالصحفى المطلوب في الأزمات هو الصحفى المعارض.
 
قال: (محدثى وماذا ينقصكم من ناحيتنا؟)، قلت: بعض الثقة لا كلها فحين ترتاب الحكومة في الصحافة والصحفيين وحين تشك تكون الضحية هي مصلحة الدولة ومصلحة الأمة داخل الحدود وخارجها.

قلت لمحدثى: أرأيت كيف تفضى وزارات الخارجية في إنجلترا وفرنسا وأمريكا إلى الصحافة والصحفيين بالخطوط الرئيسية لأسرارها وخططها وبرامجها في كل حدث فتبدو الدولة والأمة متفقين منسجمين ويبدو أن حال الدولة والحكومة متسقا مع لسان حال الشعب والرأى العام.

وكم ودت الصحافة المصرية أن تظفر ببعض الثقة لها كلها من جميع الحكومات وجميع العهود فلم تظفر بهذا الشرف العظيم لا فى الماضى.
وكان أن سارت كل صحيفة على طريقها في معالجة الأمور الكبرى كل حسب ذكائه وفراسته وتياره، فتجددت الأزمات والملمات، يجب أن تفهم الحكومة ويجب أن يفهم العهد الجديد أن الصحافة لا تؤيد عن رغبة أو عن نفاق، وإنما تؤيد لأنها على أقل اعتبار لا تلمح البديل ولا ترى أن مصلحة هذه الأمة في الوقت الحاضر حكم محل هذا الحكم، أو عهد محل هذا العهد لأن هذا معناه الفوضى، ومن هنا وجب أن تكون الثقة حتمية، ووجب أن يوضع حد لنزعة التربية والشك وسوء الظن.
الجريدة الرسمية