رئيس التحرير
عصام كامل

أم البطل الشهيد أيمن كتات : ابني كان بيحب مصر أكثر من حياته واستشهد مقبلا غير مدبر

فيتو


  • شارك في تأمين مصر أثناء أحداث ثورة 25 يناير وكان مثل الأسد لا يخاف الموت
  • حافظ كتاب الله ومواظب على صلواته منذ نعومة أظافره
  • هو الآن في الجنه يرفرف حولي وأنا أراه أمامي دائما
  •  كان نازل يعمل عقيقة لابنه الذي لم يره ثم استشهد


كل يوم شهيد فداء ترابك يا مصر يجودون بأرواحهم دفاعا عن الأرض والعرض، تاركين وراءهم أمهات ثكالى، كل همهن اللحاق بأبنائهن الشهداء في الجنة، وبمناسبة عيد الأم حاولت "فيتو" الاقتراب من إحدى أمهات الشهداء اللاتي ضحين بأغلي شىء وهو فلذة كبدها من أجل أن تحيا مصر خالية من الإرهاب، ومنتصرة على أعدائها الذين يخططون لإيذاء الشعب، هي السيدة عطيات إبراهيم محمد، والدة الشهيد البطل مقدم أيمن عبد الحميد محمد كتات، تتحدث لـ"فيتو" عن ابنها البطل.

*بداية احك لنا عن الشهيد البطل؟
ابني أيمن كان هادئ الطباع منذ صغره، وتحس أنه راجل يتحمل المسئولية، ولدت أيمن بمدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 22 يونيو 1984، حيث كان يعمل والده هناك مهندسا زراعيا حتى أكمل مرحلة التعليم الابتدائي والإعدادي، ثم عاد إلى مصر لإكمال باقي دراسته، وصمم على الالتحاق بالمدرسة الثانوية العسكرية، وحصل على شهادة الثانوية العامة بتفوق، فأيمن يحفظ كتاب الله، ويحافظ على صلواته، وليس مثل أبناء هذه الأيام. كان نفسه يطلع ضابط جيش، التحق بكلية الهندسة، وأيضا تقدم لاختبارات الكليات العسكرية ووُفِق في تحقيق حلمه في الالتحاق بالكلية الفنية العسكرية عام 2001، كنت خائفة عليه، لم أكن اعرف سر خوفي، وبالرغم من ذلك كانت الفرحة لا تسعني، لأنه حقق حلمه والتحق بمصنع الرجال، تخرج أيمن عام 2006 - دفعة 43 فنية عسكرية- برتبة ملازم أول سلاح مهندسين عسكريين، وعمل بالجيش الثالث الميدانى بالسويس، ثم انتقل إلى العمل بالجيش الثانى - لواء كباري بالإسماعيلية، وبعد ترقيته إلى رتبة نقيب مهندس، انتقل إلى الخدمة بالواحات حتى ترقى إلى رتبة رائد.

*ماذا عن المهام التي شارك بها البطل الشهيد؟
ابني كان بطل من يومه، شارك مع زملائه في تأمين البلاد أثناء أحداث 2011، وعندما اندلعت المظاهرات كان في إجازة ووجدته يجهز شنطته ولبس وعندما سألته قال واجبي يا أمي أن أكون بجانب زملائي الآن لحماية البلاد والممتلكات العامة.. كنت خائفة عليه جدا ، وقلبي يعتصر، وحاولت معه أن يبقي بجانبنا، ولكنه قال إذا كل أم خافت على ابنها الضابط مثلك، وظل بجانبها من يحمي مصر، ويقوم بتأمين حياة المواطنين وممتلكاتهم الخاصة.

*وماذا حدث بعد انتهاء الثورة والانتخابات؟
عاد أيمن للخدمة مرة أخرى بسيناء في 2015، ومنذ ذلك الحين، وأنا أموت كل لحظة، عندما أسمع عن سقوط شهيد أو مصاب من أبنائنا الأبطال الذين يخدمون هناك، ويحاربون الإرهاب بصدور عارية، والشهادة مطلب كل واحد فيهم، وظل يعمل بها لمدة عامين بقلب قوي شجاع لا يهاب الموت.

 شارك أيمن في أعمال حَفر قناة السويس الجديدة، وكان فخورا بهذا الإنجاز القومي العظيم، وأيضا شارك في عمليات البحث عن المفقودين في حادث الطائرة الروسية المتحطمة، وبطبيعة عمله كضابط في سلاح المهندسين شارك في اكتشاف وتفخيخ وهدم الكثير من الأنفاق التي كان يستخدمها التكفيريون في تهريب المُؤن والسلاح والمقاتلين، وكان ضمن طليعة القوات المشاركة في تطهير جبل الحلال، وشارك في إبطال عدد كبير من المفرقعات والعبوات الناسفة بحكم خبراته العملية.

*ماذا عن المهام الأخرى التي شارك بها؟
ابني كان يحب عمله جدا، وحصل على العديد من الفرق المتقدمة منها فرقة مفرقعات وفرقة غطس وفرقة مظلات، وتم ترقيته إلى كبير مهندسي الفرقه الرابعة، ورئيس عمليات اللواء 116 بوسط سيناء، وشارك أيضًا ضمن قوات التدخل السريع، وقد تزوج  و لم يهنأ بعروسه سوي أيام قليلة من عمره، وربنا رزقه بطفل سماه "آسر" لم يره عندما قال بابا حيث تركه وعنده 50 يوما فقط.

*احك لنا عن قصة استشهاده؟
آخر مكالمة اتصل بي فيها أيمن كانت يوم 24 يناير قيل استشهاده بثلاثة أيام، وقال لي إنه نازل إجازة خلال أيام عشان أعمل عقيقه لآسر الذي أتم وقتها 50 يوما، ولم يره سوى أيام قليلة، بعدها انقطعت أخباره، وفي يوم الجمعة 27 يناير 2017، وبالتحديد بين صلاة المغرب والعشاء أثناء تأديته مهمة توصيل الإمداد إلى زملائه بمنطقة جبل الحلال أثناء تطهيره من كلاب النار الذين لا يعرفون لغة الأوطان أو كلام الله، وبعد إتمام مهمته وأثناء عودته إلى مقر اللواء، انفجرت المدرعة التي كان يستقلها، هو والنقيب عمرو خالد واثنان من الجنود، واستشهد في الحال، في هذا الوقت كان قلبي مقبوضا، ومش عارفة فيه إيه ، وكنت قلقانة عليه جدا، لكن أحاول اطرد الشيطان من دماغي، وفي اليوم الثاني لاستشهاده وجدت والده يقف تحت العمارة مع أحد زملاء أيمن، وفجاة سمعت صوته عاليا فتأكدت أن ابني حصل له حاجة، وكان بمثابة صاعقة على أذناي حتى الآن، لكن عزائي الوحيد أن ابني وكل زملائه الشهداء لقوا ربهم مقبلين وليسوا خائفين، لأنهم على حق ومغتصبي الأوطان على باطل ومثواهم جهنم إن شاء الله.

*ما آخر هدية قدمها لك الشهيد في عيد الأم؟
آخر هدية له وصلتني بعد وفاته بثلاثة أيام عبارة عن برواز من الشموع عليه صورته وصورتي، لأنه استشهد يوم 17 وعيد الأم كان يوم 21 وهو كان موصي بيها واحد يعملها، وكان ناوي يقدمها لي بنفسه لكن إرادة الله سبقت، وأيمن كان أول واحد من أبنائي يقول لي كل سنة وأنت طيبة قبل عيد الأم بأيام، وذلك بحكم عمله الذي يجعله بعيدا، وكان يقول لي اللي تطلبيه يا أمي في عيد الأم علشان مجبش لحضرتك حاجة انتي مش عايزاها.
الجريدة الرسمية