رئيس التحرير
عصام كامل

فريد الأطرش يكتب: المرأة القوية

فريد الاطرش
فريد الاطرش

هاجرت الأميرة علياء المنذر بصحبة أولادها الثلاثة: آمال وفؤاد وفريد الأطرش إلى القاهرة هربا من الفرنسيين المحتلين لسوريا الذين رغبوا في الانتقام من أسرة الأطرش بسبب وطنية والدهم الأمير فهد الأطرش.


وكما نشرت مجلة الإذاعة والتليفزيون عام 1974 يحكى فريد أحوال الأسرة في هذه الظروف، وقال:

الحقيقة التي عذبتنى هو هذا الواقع الذي صرنا إليه دفعة واحدة، كما أن الصدمة التي هزتنى هي رؤية والدتي تكد على شغل الإبرة إكراما للقمة العيش، ولأنها كانت ذات صوت جميل كانت من مرتادي ملتقى الفنانين والمثقفين في مصر والبلاد العربية، مما أثر في تكوينى أنا وأختى آمال "أسمهان فيما بعد".

ونظرا للظروف الصعبة في مصر اضطرت إلى الغناء لتبقى علينا أنا وإخوتى بالمدارس، ومنذ استمعت إلى غناء أمى وعزفها وأنا أسبح في هذا البحر الكبير كقطرة.

دفعتني ظروف الحرب القاسية إلى امتهان أعمال بسيطة وشاقة رغم صغر سنى بجانب دراستى، فقمت ببيع القماش وتوزيع الإعلانات لدعم الأسرة ومساندة امى.

وكانت النقلة حين زكانى فريد غصن للعزف على العود في فرقة المطرب إبراهيم حمودة، خيل لى وقتها أن الدنيا انتهت وبدت وكأنها تشرق من جديد في لحظة جديدة..هل كانت ابتسامة أمى هي السبب بما تفعله في نفسى من تأثير كبير.. فقد كانت أمى رمزا للمرأة القوية الحنونة لذلك كنت أبحث عن ملامحها في كل امرأة أحببتها.

كنت سعيدا رغم كل التعب الذي أبذله في النهار، فإحساسى أننى أعيل أسرة وأحاول مساندة أمى والشعور برضاها كان يمنحنى قسطا من الرضا ويمدنى بالموسيقى إحساسى أنى أتعلم الموسيقى.
الجريدة الرسمية