رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى أمين يكتب: الزبالة في المكاتب

مصطفى أمين
مصطفى أمين

في كتابه "أفكار ممنوعة" كتب مصطفى أمين مقالا يتعجب فيه من تصرفات بعض المسئولين قال فيه: لن نسكت حتى يتم تنظيف مدينة القاهرة، ولن نصدق التصريحات والتأكيدات حتى نرى بعيوننا، فالمسألة لم تعد أناقة مدينة، بل أصبحت حياة سبعة ملايين إنسان مهددة بأخطر الأمراض والأوبئة.


هذه القذارة وهذا الإهمال يلغى وجود وزارة الصحة، وتصبح بلا فائدة والملايين التي تنفق لمقاومة الأمراض تبدد هباء بهذه الجريمة التي ترتكب كل يوم في حق الشعب بلا حساب وبلا عقاب.

لقد سمعت حكاية مذهلة لا أصدقها وأطلب التحقيق فيها وهى أن مصريا يقيم في ألمانيا الغربية منذ عشرين عاما يدعى على عفيفى حضر إلى القاهرة في رمضان الماضى وتقدم بعرض باسم شركة المانية متخصصة جمع القمامة من مدينة القاهرة بدون مقابل، وقد أحضر هذا المصرى معه أفلاما وماكينة عرض عن أعمال الشركة الألمانية المتخصصة، وقابل المسئولين بمحافظة القاهرة، وكان العرض أن تقوم الشركة بجمع قمامة القاهرة بسيارات خاصة حديثة تجرش وتطحن الزبالة فور وضعها بداخلها وتتكفل الشركة بالمعدات والأجور للعمالة مقابل شيء واحد هو حق ملكيتها لما تجمعه من زبالة.

تقول الحكاية العجيبة أن أحد كبار المسئولين في المحافظة قال إن الزبالة المصرية هي ثروة قومية لا يستطيع تبديدها، وأن مسئولا آخر قال: إنه لا يصح أن نكلف الأجانب بجمع وساخة بلدنا.

لو أن هذه الرواية العجيبة الغريبة صحيحة فسوف نفهم ما حدث فعلا لمدينة القاهرة وهى أنه يوجد بين المسئولين في المحافظة من يرى ترك الزبالة في المدينة لتزيينها، وأن المقصود هو توزيع الثروة القومية على جميع الشوارع والحارات والأزقة بالعدل والقسطاس.. إنها ثروة قومية من الميكروبات والأوبئة والجراثيم.

لو كانت هذه الرواية صحيحة فإن الزبالة ليست مقصورة على ما نراه في الشوارع والحارات.. بل هي موجودة أيضا في بعض المكاتب.
الجريدة الرسمية