رئيس التحرير
عصام كامل

فكري أباظة يكتب: مظاهرة الملوخية

فكرى أباظة
فكرى أباظة

في مؤلفه "حواديت" كتب الكاتب الساخر فكرى أباظة تحت عنوان (مظاهرة الملوخية) يقول:


كنا في مدرسة السعيدية من 1910 إلى 1914، نجلس كل ستة تلاميذ على مائدة واحدة، ويقدم لنا طعام الغداء في عمود من ثلاث طاسات.. واحدة لحم والثانية خضار والثالثة رز، ثم رغيف عيش ويوسف أفندية أو برتقالة أو صباع موز.

ولكن عندما تظهر الملوخية الخضراء كان رغيف العيش لا يكفى لأن التغميس من لوازم الملوخية فكان الرغيف ينتهى ويبقى في الطبق نصف الملوخية.

قررنا نحن التلاميذ أن نرفع الأمر لناظر المدرسة المستر شارمان الإنجليزي.. كان حازما قاسيا، ورغم ذلك حملنا أطباقنا وفيها الملوخية ووقفنا طابورا أمام غرفة مستر شارمان وكل تلميذ من الربعمائة تلميذ يحمل طبقه فكان المنظر مثيرا.

خرج شارمان من حجرته فأدهشه المنظر وسأل: ما الخبر؟

تقدمت عن حملة الأطباق الربعمائة وقلت: يا جناب الناظر الملوخية الخضراء جديدة وشهية، ومن تقاليدنا في بلدنا أن نغمسها تغميسا بالعيش، ولكن الرغيف لا يكفى، وأنت ترى ياجناب الناظر أن الأرغفة انتهت، وبقيت الملوخية في الأطباق.

قال: وماذا تطلبون؟

قلت شقة عيش، نصف رغيف علاوة يوم الملوخية الخضراء فقط.

قال: ليكن.. وأصدر أوامره بتوزيع شقة العيش العلاوة يوم الملوخية.

وصفق الأربعمائة تلميذ وهيصوا: "يعيش ناظر المدرسة، يعيش نصير الملوخية".
الجريدة الرسمية