رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القارئ محمود الخشت : مجاذيب "السيدة نفيسة" يقاطعونى باستمرار «مينفعش أقطع القراءة»

فيتو



  • >> الأصوات الجيدة قلت بسبب عدم التقوى
  • >> أول أجر حصلت عليه كان جنيها واحدا
  • >> الفقر علمني الصبر وأبويا كان دايما يقولي «تمسك بالقرآن»
  • >> تأثرت بمدرسة شعبان الصياد والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي
  • >> التفاعل بين القارئ والمستمع قل بسبب «النت والفيس»
  • >> أجمل رحلاتي كانت قراءة القرآن في الأقصى طوال شهر رمضان
  • >> إذا ذهبت للعزاء ستجد كل شخص فاتح تليفونه ويلعب فيه ولا ينصت للقرآن
  • >> بعض القراء الجدد اتخذوا القرآن مهنة وليس سلوكا


ارتبط اسمه منذ أن بدأ تلاوة القرآن الكريم بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، حتى صار يلقب بقارئ «الساحات الطاهرة»، حباه الله نعمة الصوت وحسن الأداء، ولديه قدرات عالية وإمكانيات كبرى في الحنجرة، والأحبال الصوتية التي تظهر في صوته الرخيم الحنون في آن واحد، حينما يستمع إليه الحاضرون يشعر كل منهم بقشعريرة تدب في جسده من حلاوة وتدبر آيات الذكر الحكيم الذي يرتقي بالأنفس إلى مكانة سامية ودرجة عالية.

هو القارئ الشيخ القارئ الشيخ محمود الخشت، الذي ولد بقرية طموه بمحافظة الجيزة في ١٥ مارس عام ١٩٦٠ وذلك في بيت قرآني حيث كان جده الشيخ حسن الخشت، أحد محفظي القرآن الكريم وكان كتاب جده هو أول كتاب بالقرية حيث استطاع الوالد محمد الخشت من خلال ذلك الكتاب أن يلقن ابنه القرآن منذ نعومة أظافره حتى استطاع أن يحفظه في التاسعة عشر من عمره.

التقينا بالشيخ في استراحته داخل مسجد السيدة نفيسة حيث يأتي كل جمعة لزيارة ضريحها الشريف ويقرأ قرآن الجمعة والمسجد مملوء عن آخره واسترجع معنا كيف بدأ حفظ القرآن وقصة حضوره في مجلس العلم الذي كان يعقده إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وتفاصيل زيارته للمسجد الأقصى وتفاصيل أخرى.. وإلى نص الحوار



*بداية نود أن نعرف.. كيف وصلت إلى التلاوة في مسجد السيدة نفيسة؟
رشحني للقراءة في مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها فضيلة الشيخ أحمد الرزيقي، رحمه الله، منذ 2003 فوجدته يتصل بي ويقول: "أنا عاوزك معايا احتياطي قارئ للسورة في المسجد لأن مساجد آل البيت والمساجد الكبرى لابد من وجود أكثر من قارئ فيها.. واستمريت مع الشيخ نحو سبع سنوات وانتقل الشيخ إلى رحمة الله وأصبحت القارئ الأساسي في المسجد وإلى الآن وزارة الأوقاف لم ترسل قارئا احتياطيا لمسجد السيدة نفيسة.

*وماذا عن بدايات حفظك للقرآن في قرية طموه؟
بعد أن حفظت القرآن في كُتاب جدي، أخذني والدي إلى الشيخ سعد أبو طالب بالحوامدية لأتلقى على يديه أحكام التجويد والتلاوة وعلوم القراءات، فاستقبلنا الشيخ سعد أعظم استقبال ورحب بنا، وبدأت أجري اختبارات أمامه ليتعرف على إمكانياتي، ومدى موهبتي في الحفظ والتجويد، والحمد لله وجد لدى نبوغًا منذ الصغر فاحتضنني وأحسن رعايتي.

*وما هي الصعوبات التي واجهتها في البداية؟
كانت أكبر الصعوبات هي المراجعة مع الشيخ سعد فكنت لا أتغيب أبدا سواء كان الجو حر أو مطر.. كان لازم أروح.

*ماذا عن أكثر الشخصيات التي تأثرت بها؟
شيخي وأبي وجدي من أكثر الشخصيات التي تأثرت بهم في حياتي، فوالدي كان يأخذني إلى المساجد في صلاة الظهر والعصر للقراء 5 دقائق بين الآذان والإقامة في القرية وكان يفتح كتاب لتحفيظ القرآن.. وجدي الشيخ حسن الخشت كان قارئا، وأول ليلة قرأت فيها كان عندي 12 عاما، وكانت أول مرة أرتدى الطربوش ولا أعرف ماذا أفعل.. وإلى أن وصلت للعزاء ثبتني الله وقرأت مع الشيخ إبراهيم هيبة والشيح حسين البراوي".

*ماذا تعلمت من والدك وجدك؟
الصبر.. تعلمت منهم الصبر لأننا كنا فقراء جدا ووالدي كان فلاحا وغير موظف والفقر يعلم الصبر إلى أن فتح الله على بفضل القرآن الكريم وكان والدي يقول لي دائما: "تمسك بالقرآن".. أما جدي فقد توفي بعد ولادتي بأسبوع.


*ما هو أول أجر حصلت عليه؟
أول أجر حصلت عليه هو جنيه واحد حينما خرجت لأحيي أول سهرة بالقرية وكان عمري 12 عاما وكنت مرتبكا وخائفا جدا وحاول الأطفال عمل زفة لي إلا أن أبي استعان بالحاج خليل أبو هيبة وقام بتوصيلي إلى مكان السهرة.

*هل تتذكر موقفا طريفا حدث أثناء تلاوتك للقرآن؟
المواقف كثيرة.. خاصة أصوات المجاذيب الذين نجدهم في السيدة نفيسة باستمرار.. نسمع لهم أصوات معينة أثناء التلاوة ولكن لا أتوقف عندها ولا أعلق أبدا "مينفعش أقطع القراءة".

*كيف وصلت إلى القراءة في مجلس الشيخ الشعراوي؟
إمام الدعاة كان يحرص على عقد مجلس العلم في استراحته أمام مسجد السيدة نفيسة وكنا نجلس أحيانا نصف ساعة أو ساعة إلا ربع لنتناقش في شئون العلم، ولذلك عملوا مسلسل "إمام الدعاة" ورشحوني أنا والشيخ على الزاوي وسجلنا فيه حلقتين التلاوة الأولى كانت من سورة الإسراء والأنعام، وكنا نتجنب النقاش الدائم بين الحضور لأننا غير أساسيين وكان دورنا مقتصرا على تلاوة القرآن وكان الشيخ الشعراوي يستمع لتلاوتي بإنصات وخشوع مما جعلني أكثر من التردد على مجلسه، وأصبحت صديقًا للحاج عبد الرحيم نجل الشيخ «الشعراوي»، وكنت أواظب على حضور المناسبات التي يحضرها كثير من العلماء باستراحة الإمام الشعراوي كمناسبة الإسراء والمعراج والهجرة والمولد النبوي، وكان إمام الدعاة يدعو لي بالتوفيق لأداء أعظم رسالة وهي تلاوة كلام رب العالمين.

*هل كان له آية من القرآن يحب سماعها منك؟
كان لا يطلب مني قراءة معينة الصراحة، لأنه كان نبيها للغاية.. ولا يحب أن يطلب من أي شخص شيئا لا يجيده حتى لا يتسبب له في أي حرج؛ وكان يتركنا نتلو القرآن من أي سورة.

*ما المدرسة القرآنية التي أثرت فيك؟
تأثرت بمدرسة الشيخ راغب غلوش وشعبان الصياد والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي وحينما كنت صغيرا كنت أقلد فضيلة الشيخ محمود الطبلاوي، نقيب القراء وبعد ذلك أصبح لي مدرسة خاصة في التلاوة بعد أن تأثرت بالشيوخ الثلاثة السابقين.

*حدثني عن علاقتك بالشيخ "الطبلاوي"؟
علاقة طيبة جدا ونحضر اجتماع النقابة بصفة دورية وأقوم بين الحين والآخر بزيارته في المنزل، وما زال الشيخ يؤدي عمله على أكمل وجه على الرغم من كبر سنه ويحرص على حضور كل جلسة "وقراراته في النهاية هي التي بتمشي".


*هل ما زال التفاعل موجودا بين المستمع والقارئ؟
رد مسرعا.. في الأرياف موجود أما في المدن فلا يوجد بسبب موضوع النت والفيس أصبحت الناس "مش فاضية" حتى من يذهب لتأدية واجب العزاء لا يجلس.. هو رايح يظهر نفسه فقط لأهل المتوفى ويمشي؛ أما قديما كان الذهاب للاستماع، والآن.. إذا ذهبت للعزاء ستجد كل شخص فاتح تليفونه وبيلعب فيه ولا ينصت للقرآن.

*ما السورة التي تحب تلاوتها؟
القصص.. من السورة التي أحب تلاوتها باستمرار لأن الناس تتجاوب في استماعها


*كلمة تقولها للقراء الجدد؟
عليهم بتقوى الله أولا.. لأن البعض اتخذ القرآن مهنة وليس سلوكا، فمن اتخذ القرآن كسلوك يصلي ويصوم ويؤدي فرائض الله إنما يوجد قراء الظهر يؤذن ولا يصلي ويجلس على دكة القراء ويقرأ وكله تمام ولكن عليهم اتخاذ القرآن كسلوك حتى تستمر النعمة معهم.. بالإضافة إلى أنني أحزن من القراء الذين يتنفسون في القرآن وهو حرام وكل هذا من أجل تطويل مدة التلاوة فيجب على كل قارئ أن يقرأ على قدر نفسه.

*كيف تقيم دولة التلاوة في مصر؟
بدأت الأصوات الجيدة تقل بسبب عدم التقوى.. قراء زمان لن يعوضوا.

*باعتبارك أمين عام نقابة القراء.. ما الذي تحضر له النقابة في القانون الجديد؟
أتمنى زيادة معاشات القراء داخل النقابة لأن المعاش 310 جنيهات في 6 شهور وأتمنى أن يكون المبلغ السابق كل شهر وليس كل 6 شهور وهذا لن يحدث إلا بدون تغيير رسوم الاشتراكات السنوية ورفعها من 50 إلى 100 أو 150

*حدثنا عن رحلة اعتمادك في الإذاعة المصرية؟
كنت وقتها عائدا من المسابقة العالمية للقرآن الكريم في ماليزيا عام 1997 ودخلت الامتحانات في المرة الأولى أعطوني مهلة لتمكين الحفظ لأنني أجبت على 3 أسئلة دون السؤال الرابع وبعد 6 أشهر تم إعادة الاختبار وتم امتحاني في القرآن ثم الصوت.. وكان في اللجنة الشيخ محمود الطنطاوي رحمة الله عليه، والشيخ رزق حبه، والشيخ أبو العينين شعيشع رحمة الله عليهم.

*كيف تم اختيارك للقراءة في المسجد الأقصى عام 2001؟
كانت تلك الرحلة بناء على تكليفات من وزارة الأوقاف وكانت أجمل رحلة في سفرياتي للخارج هي زيارة المسجد الأقصى وشارك فيها 16 من القراء المصريين وتم توزيعهم في فلسطين وكنت أنا والشيخ عبد الله هندي في المسجد الأقصى وأخذنا وقتها التأشيرة من السفارة الإسرائيلية وقرأنا القرآن في المسجد طوال شهر رمضان.
Advertisements
الجريدة الرسمية