رئيس التحرير
عصام كامل

«رامي مالك» ليس مفاجأة «الأوسكار» الوحيدة


حفلت دورة "الأوسكار" الـ 91 بمفاجآت عدة، وتركت أصداء ترجمتها ملايين التغريدات، تعلق جزء كبير منها بالعرب، خصوصا أن "رامي مالك" حائز "أوسكار أفضل ممثل" عن دوره في "Bohemian Rhapsody" من أصول مصرية، وهناك مشاركة مشرفة للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، أول عربية ترشح لجائزة "أوسكار فئة أفضل فيلم أجنبي".


لا أفهم حقيقة ما يضير بعض العرب من أي إنجاز مصري، في وقت نحتفي كمصريين بأي عربي يحقق إنجازا. أنكرت علينا ثلة من العرب الفرحة باقتناص "رامي مالك" لـ"أوسكار" أفضل ممثل، مشيرين أن الإنجاز أمريكي؛ لأن "رامي" ولد في الولايات المتحدة ويحمل جنسيتها، حتى إن كان من أبوين مصريين.

ولهؤلاء الغيورين لا يسعنا إلا القول أن "رامي" نفسه يؤكد دوما اعتزازه وفخره بمصريته، وأنه نشأ وتربى على الفن والثقافة المصرية، ثم لماذا تحتفون أنتم بالأصول العربية لأي فنان يحرز جائزة عالمية وتهنئون بلده الأم، وتنكرون ذلك على المصريين؟!

ولمزيد من "قهر" هؤلاء، فإن "رامي" لم يكن المصري الوحيد الفائز في حفل "الأوسكار"، إذ هناك أيضا "أحمد وليد" المشارك في المؤثرات البصرية لفيلم Spider-Man: Into the Spider-Verse، الحائز "أوسكار" أفضل رسوم متحركة، هو يعمل في إنتاجات "ديزني" لكنه يعيش في لندن ومصري الأصل.

حالة الفخر والسرور التي انتابت المصريين، خصوصا أن "رامي" دائما يتحدث عن جذوره، قابلها أيضا انتقاد من بعض المصريين، لأنه أدى دور مغني "مثلي الجنس". كتب أحدهم: "قلت أشوف الضجة اللي عاملها فخر العرب والمصريين، يطلع الفيلم اللي طالعين به السما حكاية راجل شاذ"، وقال آخر "الناس اللي فرحانة وفخورة إن "رامي مالك" أخذ أوسكار أفضل ممثل، أحب أفكركم أنه أخذ الجائزة لتمثيله دور شاذ"، ورد عليهما ثالث: "نجح رامي لأنه غير متأثر بعقلية الشرق الأوسط الكارهة للمختلفين، نجح وهو يؤدي شخصية "فريدي ميركوري" أعظم مغني روك... لو كان هذا الفيلم في مصر ولا الدول العربية لتمت محاربته وهدر دم "مالك" وسجنه لنشر الشذوذ".

يتناول فيلم "Bohemian Rhapsody" سيرة "فريدي ميركوري" مغني فرقة الروك البريطانية "كوين"، ومن أجل الدور أحدث "رامي" تحولا كبيرا في مظهره ومشيته ولكنته، ما رفعه إلى مصاف نجوم هوليوود الأوائل وأدخله تاريخ الأوسكار كأفضل ممثل، بعد نيله جائزتي "غولدن غلوب ونقابة الممثلين"، وكذلك "بافتا" البريطانية.

قال "مالك" لدى تسلمه الأوسكار: "أنجزنا فيلما عن رجل مثلي الجنس ومهاجر عاش حياته دون زيف أو خوف. نحتاج إلى قصص كهذه. أنا أيضا ابن مهاجرين من مصر وأنا الجيل الأول في عائلتي الذي ولد أميركيا". ثم شكر والدته وأسرته ومن سانده حتى الفوز، وكذلك صديقته "لوسي بوينتون"، وحرص على تقبيلها عمدا أكثر من مرة أمام الكاميرات، في رسالة أنه ليس مثل "فريدي ميركوري"، وإن تميز بتجسيد شخصيته في فيلم بات الأنجح في تاريخ أعمال السيرة الذاتية مع حصده أكثر من 850 مليون دولار.

الوضع في سمالوط بمحافظة المنيا بلدة "رامي مالك" كان مختلفا، إذ تحلق أقاربه حول التلفاز ليقينهم أنه سينال "الأوسكار"، وبعد التتويج أطلقت الزغاريد والألعاب النارية في القرية بأكملها.

ووسط آلاف التهاني بنيل "رامي" الجائزة الثمينة لم ينس الكثيرون الإشادة بإنجاز الفنانة والمخرجة اللبنانية "نادين لبكي"، كأول امرأة عربية تصل إلى الأوسكار، بفيلم "كفرناحوم" الذي منح صناعة السينما اللبنانية دفعة كبيرة، ويكفيه الدعم والإشادة العالميين من أشهر صناع السينما، قالت "نادين" من الحفل: "سواء ربحنا أم لا، لقد فزنا بقلوبكم، نحبك يا لبنان".

بعيدا عن "رامي" و"نادين" أشعلت الفنانة الشهيرة "ليدي غاغا" التواصل الاجتماعي، بداية من أناقة "لافتة وباهظة"، ربما لتصرف النظر عن إنهاء خطوبتها الأيام الفائتة. ارتدت "غاغا" فستانا طويلا أسود من تصميم البريطاني "ألكسندر ماك كوين" إلى جانب قفازات جلدية، وزينت عنقها بقلادة "تيفاني" ثمينة جدا بلغت قيمتها 30 مليون دولار، خطفت بها الأضواء على البساط الأحمر.

أما على المسرح فكانت "غاغا" قصة أخرى، إذ بدت في حالة "هيام وغرام" لا تخطئها العين أثناء أداء أغنية "Shallow" من فيلم "A Star is Born"، بمصاحبة "برادلي كوبر".

الأداء الساحر لـ"كوبر" و"غاغا" أشعل "السوشيال ميديا"، وأطلق هاشتاجا "غاغا وكوبر مغرمان" أرفق بفيديوات وصور تظهر هذه المشاعر بشكل جليّ، وأنّ "غاغا" تركت خطيبها "كريستيان كارينو" بسبب "كوبر".

اكتملت قصة "غاغا" أثناء خطاب استلامها "أوسكار أفضل أغنية أصلية" عن "Shallow"، فلم تستطع حبس دموعها طوال حديثها، وتوجّهت إلى "كوبر": "ما من شخص آخر في الكوكب كان في وسعه أداء هذه الأغنية معي غيرك". دموع "غاغا" رافقتها عشرات آلاف التغريدات مع ترجمة لكلمتها المؤثرة.

تميز الحفل في مسرح "دولبي" بقصر مدته، ولم يزد عن 3 ساعات فقط. كما تعد تلك الدورة الأولى والوحيدة التي تقام دون مقدم رئيس للحفل منذ العام 1989، فبعد انسحاب الكوميدي "كيفن هارت" من تقديم الحفل على خلفية تغريدات مسيئة لمثلي الجنس، فضلت الأكاديمية عدم الاستعانة بمضيف هذا العام.

كما لفت الممثل المسرحي "بيلي بورتر" الأنظار على البساط الأحمر لارتدائه فستانا أسود، وأثار ضجة في التواصل الاجتماعي، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي يرتدي فيها فستانًا أو ملابس نسائية. هناك الكثير يقال عن "الأوسكار"، لكن أهم ما فيه الإنجاز المصري "غصب عن اللي ما يرضى".
الجريدة الرسمية