مصطفى أمين يكتب: في ذراعك ثروة ضخمة

هذا البلد قادر أن ينهض وأن ينطلق، على الرغم من متاعبه وأزماته والتركة المثقلة بالديون والخرائب.. يستطيع أن يحقق هذه المعجزة دون أن يعتمد على أحد سوى سواعد أبنائه.

في هذا البلد ثروة ضخمة أكبر من البترول وأكبر من دخل قناة السويس وأكبر من مشروعات الانفتاح وهى العامل المصرى.
هل تعلم أن هناك مجاعة عمال في البلاد العربية وفى العالم الثالث؟ وهل تعلم أن أجر عامل البناء في مصر وصل الآن إلى خمسة أو ستة جنيهات في اليوم، أي أكبر من مرتب وكيل الوزارة؟

هل تعلم أن دخل السباك يصل الآن إلى عشرة جنيهات في اليوم، وهو أكبر من مرتب الوزير المصرى.

إن في استطاعة مصر أن تصدر مليون عامل مدرب، إذا أعدت لهم المعاهد الفنية اللازمة ومدارس التدريب، وإذا اقتنع الشاب المصرى بأن عصر الأفندية الذين يجلسون على المكاتب في طريقه إلى الانقراض، وأنه سيجيء يوم تضطر فيه مؤسسات كثيرة أن تستغني عن الكتبة، وتضع مكانهم عمالا يعملون بأيديهم.

موظفى الارشيف والعقل الإلكتروني سوف يلغى كثيرا من إدارات الحسابات والمستخدمين والموظفين، ولهذا يحسن من الآن أن نعد أبناءنا لعالم المستقبل، ولما يحتاجه العالم لا ما نريد نحن أن نفعله في العالم.

إننا نستطيع أن نجنى من تصدير العامل المصرى أكثر مما نجني من القطن المصرى.

كل المهندسين الذين قابلتهم في السعودية قالوا إن في قدرة العامل المصرى أن يعمل ثلاث مرات مثل الفاعل اليمنى الذي يتقاضى 10 ريالات في اليوم.

إنك في استطاعتك أن تتعلم أن تكون بناء في شهرين اثنين وأن تحسن القيام بهذه العملية بعد خمسة أشهر.

أيها الشاب الجالس على المكتب، قم من مكتبك وتعلم صناعة.. إنك غدا لن تجد هذا المكتب.