رئيس التحرير
عصام كامل

تحالف جنرالات الاحتلال يفضح لعبة اليمين واليسار ضد فلسطين

جيش الاحتلال الإسرائيلي
جيش الاحتلال الإسرائيلي

في خطوة مفاجئة أصابت الجميع بدهشة في دولة الاحتلال قرر حزب "الحصانة لإسرائيل" الذي يرأسه الجنرال المتقاعد، بيني جانتس، تشكيل تحالف ثلاثي بينه وبين رئيس حزب "يوجد مستقبل" الذي يرأسه يائير لابيد، ورئيس الأركان الأسبق جابي اشكنازي، وأيضًا رئيس الأركان السابق، موشيه يعالون وجميعهم عسكريون من قلب الجيش الإسرائيلي إلا أن هذه القائمة التي يمكن أن تسمى مجازًا قائمة الجنرالات صنفت في إسرائيل بأنها قائمة مشتركة يسارية تشكل خطرًا على اليمين الإسرائيلي وحزب الليكود الحاكم بزعامة بنيامين نتنياهو.


مخاوف اليمين
ويثير الاتفاق لدى أحزاب اليمين والتي سارعت إلى مهاجمته قلق كبير، ويقول الليكود الحاكم متسائلًا: "حكومة يسارية تدعمها كتلة عرقية من العرب أم حكومة يمينية برئاسة نتنياهو".

ووصف أعضاء يمينيون التحالف الجديد بأنه تحالف الفشلة الأربعة، كما يرى حزب "شاس الديني" المتطرف أن هذا التحالف يشكل خطرا على اليهودية أما رئيس جيش الاحتلال المستقيل، أفيجدور ليبرمان قال: "حزب يساري بدون عقيدة".

ويسعى تحالف جانتس لابيد إلى جذب أكبر عدد من مصوتي اليمين، بما يتيح لجانتس تشكيل الحكومة القادمة، وتثير القائمة المشتركة بين جانتس ولابيد مخاوف لدى أحزاب اليمين بسبب احتمالات نجاحها بالوصول إلى الحكم في الانتخابات القادمة.

أكذوبة اليسار
الشكل العام للتحالف الجديد يساري وبالتالي يحمل أفكارا يسارية تدعو للتعايش، ولكن على أرض الواقع في اليسار الإسرائيلي ما هو إلا أكذوبة لا أساس لها من الصحة، فهو لا يقل تطرفًا عن اليمين الإسرائيلي ونظرتهم للقضية الفلسطينية واحدة، وبالنسبة للانتقادات اليمينية بأنه خطر على اليهودية والصهيونية وما إلى ذلك، فهذا مجرد كلام الهدف منه كسب أصوات انتخابية لكن في النهاية سواء يمين أو يسار كلاهما سواء.

اليسار أثبت خلال السنوات الأخيرة من خلال صمته إزاء العمليات الإرهابية التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين العزل هو نوع من المباركة أو الموافقة الصامتة وبين أنه لا يقل خطورة على القضية الفلسطينية وفلسطين عن اليمين المتطرف، بل وبات الأمر فيه نفاق واضح، فمال بال حينما يتجسد اليسار الإسرائيلي في جنرالات ارتكبوا جرائم بشعة ضد الفلسطينيين وعلى رأسهم موشيه يعالون الحاضر في التحالف الجديد، ما يعني أن مزيدا من الخطر يحدق بمستقبل القضية الفلسطينية بعد إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة المقرر لها في التاسع من أبريل المقبل، ويتضح من كل ذلك أن الصراع اليميني اليساري الإسرائيلي هو مجرد صراع انتخابي لا يعنيه السلام كما يروج اليسار الإسرائيلي.

تناوب الحكومة
وفي إطار الاتفاق سيتناوب الجانبان في رئاسة الحكومة في حال نجحوا بالتوصل إلى تركيب ائتلاف حكومي، حيث سيشغل جانتس الجزء الأول من رئاسة الحكومة مدة عامين ونصف، ولابيد سيستبدله ويشغل المنصب عامين ونصف أخرى، ورئيس الأركان السابق موشيه يعالون سيكون الثالث بالقائمة وبعدها اشكنازي.

وبعد اشكنازي سيتم ترتيب القائمة بطريقة واحد مقابل واحد بين الحزبين، واستمرت المفاوضات والمباحثات بين الجانبين للتوصل للوحدة طيلة ساعات الليل، وكان محور الخلاف الرئيسي بينهما هو مطالبة لابيد من جانتس الالتزام بعدم انضمامه إلى حكومة نتنياهو بعد تقديم لائحة اتهام ضده.

رفض الأحزاب الدينية
ونشر حزب شاس الديني المتطرف شريط فيديو اعتبروا فيه التحالف يشكل خطرا على الهوية اليهودية في دولة إسرائيل، وقالوا: "جانتس الذي يؤيد الزواج المدني والمواصلات أيام السبت تحالف مع لابيد والذي إيمانه هو الكراهية لليهود والمتدينين"، مضيفًا: "الهوية اليهودية في إسرائيل بخطر ونحن سنواصل بكل قوتنا لمنعهم من إقامة حكومة، شاس تدعم نتنياهو لرئاسة الحكومة والتصويت لشاس يضمن إقامة حكومة يمين".

وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اجتماعًا مع كبار أعضاء أحزاب اليمين في الكنيست الإسرائيلي، "الاتحاد الوطني"، و"البيت اليهودي"، لـ "توحيد" صفوف أحزابهم مع حزب "عوتسماة يهوديت"، وجاء ذلك بعد تأجيل الاجتماع المقرر ليوم الخميس، بين نتنياهو، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو لبضعة أيام، في المقابل هاجمت اورلي ليفي ابوكسيس رئيسة حزب "جيشر" جانتس على عدم جديته خلال المباحثات لانضمامها إليه في قائمة واحدة.
الجريدة الرسمية