رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سيد كريم: ظهور ناطحات السحاب في مصر عام 1953

المعمارى المصرى سيد
المعمارى المصرى سيد كريم

في مجلة المصور عام 1953 كتب المعمارى المصرى سيد كريم مقالا قال فيه:


العمارة سجل شامل لتاريخ الإنسانية في جميع مراحلها، فهى التي سجلت تواريخ الشعوب بما خلفته من آثار، عاصرت مدنية كل شعب وما طرأ عليها من تطورات وما عاصرت من حوادث.

وكل نوع من أنواع المبانى العامة أو الخاصة، الحربية أو المدنية، تمثل ناحية من نواحي نشاط الشعب، وبدراستها يمكن استخلاص ما سيطر على تلك الشعوب من معتقدات دينية ومبادئ سياسية وتطورات اجتماعية واقتصادية، فالعمارة مرآة تعكس ثقافة الشعب ومدنيته وأخلاقه وعاداته وتقاليده وفنونه.

وقد وجد عصر السرعة صدى في سرعة الإنشاءات والبناء، فالعمارة أصبحت تتكون من عشرين دورا أو يزيد، ومائتي مسكن، ورغم ذلك تحتاج إلى وقت أقل في البناء بعد أن حلت الآلة محل الطبيعة، وبعد أن تطورت مواد البناء وتطورت القوى البشرية المتعاملة معها.

وتسمية العصر بالعصر الاشتراكى وجد له صدى في العمارات السكنية، فظهرت المباني ذات الشكل والطابع الموحد، وتسمية العصر بعصر العلوم وجد له صدى من إنشاء العمارة ضمن مثلث الفنون "عمارة ونحت وتصوير" إلى شبكة علوم، فأصبحت العمارة علما وليست فنا بعدما دخلت العمارة معامل الأبحاث، وأصبحت تصمم وفقا لنظريات علمية، مما قطع الصلة بالماضي وزخارفه فظهرت العمارات الزجاجية مثلا.

لكن من الخطأ أن يظن البعض أن الآلة روح العصر وأنها جنت على الفنون، بل العكس فالآلة تحركها روح الفنان.

ويمكننا التعرف بسرعة على مراحل تطور العمارة المصرية، فنقول إنها كان لها طابع قومى عندما كنا قوما نعيش في واد لا يمت لثقافته، فكان ذلك الطابع الفرعونى القديم، وعندما اختلطت ثقافة مصر بثقافة اليونان والرومان تطبع الطراز الفرعونى بتلك الثقافة.

ثم كان الشكل الثاني من تاريخ العمارة عندما دخل العرب مصر فظهرت فيها المدينة الجديدة، وظهر التخطيط المتنافر والطرز المختلفة، ومحاولة الجمع بين الطرز العربية والفرعونية.

وفى العصر الحديث ظهر الطوب الزجاجي والزجاج العازل ومركبات الألومنيوم وأنواع كثيرة من الأرضيات، والمباني الجاهزة والتكييف المركزى والمياه الساخنة والباردة، وبدأت ظهور ناطحات سحاب في مصر وهى في دور التحضير، وهي تحوى 30 طابقا وما لا يقل عن 500 فيلا وشقة وسوق تجارية وكازينو.
Advertisements
الجريدة الرسمية