رئيس التحرير
عصام كامل

حلم قناة «أفريقيا»


من مشهد تعليق عضويتنا في الاتحاد الأفريقي إلى مشهد رئاستنا للاتحاد، جهود سياسية وتحركات دبلوماسية.. سنوات انتقلنا خلالها من دولة مهددة بالانهيار إلى دولة مستقرة.


المكون الأفريقي يسري في دمائنا.. وعلاقتنا التاريخية بالقارة مرسومة على جدران المعابد الأثرية.. تحكيها قصة البعثات التجارية التي أرسلتها الملكة "حتشبسوت" محملة بالبردي والبضائع المصرية، قبل أن تعود إلينا من بلاد بونت (الصومال) محملة بالأخشاب والعاج.. وفي العصر الحديث كانت علاقة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بالزعماء الأفارقة بمثابة نموذج ملهم.

الوضع الحالي للقارة، يختلف عن عصر الستينيات حينما تأسست منظمة الوحدة الأفريقية، وقتها كانت مصر هي اللاعب الأساسي والفاعل الأهم في القارة، لكن معطيات اليوم توضح أن هناك العديد من الدول المؤهلة للعب أدوار البطولة، لذلك نحتاج أن نحكي تاريخنا ونؤكد أصالة علاقتنا بشعوب القارة.

ولكن أبناء أفريقيا يسمعون عن بعضهم من الإعلام الغربي.. فالمحتوى الإخباري والإعلامي المؤثر في صناعة الصورة الذهنية عن الشعوب وبعضها مصدره إما "رويترز" أو "فرانس برس" أو "بي بي سي" وغيرها من المصادر الغربية.. ولكل منها أجندة معينة تخدمها وليس من أولوياتها أن تخدم المصالح المصرية مع دول القارة.

ولأننا نحتاج إلى تفسير أهدافنا، وترسيخ مبادئنا، وشرح مطالبنا وتطلعاتنا، سيكون علينا التفكير جديًا في أهمية إطلاق قناة فضائية مصرية موجهة لأفريقيا.. تتحدث باللغات الأكثر انتشارًا في القارة، وعلى رأسها العربية والإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والإسبانية والسواحلية.. قناة موجهة لشعوب أفريقيا.. يسمعها المواطن في إثيوبيا، والنيجر، وكينيا.. وتؤثر في شعوب بنين، وغانا، وتنزانيا.. وتكون مصدرا رئيسيا لمعلومات أبناء جيبوتي، والسنغال، ورواندا وغيرها من دول القارة.

إذا أردنا سياسة ناجحة في أفريقيا.. لابد أن يكون لدينا ذراع إعلامي مؤثر وفعال في الدول الأفريقية.. منصة إعلامية مصرية نخاطب من خلالها أبناء القارة بأحلامهم وتطلعاتهم، ونؤثر فيهم، ونشرح سياساتنا وندافع عن مواقفنا بدلًا من ترك الساحة للآخرين للحديث عنا.
الجريدة الرسمية