رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«كرانيس» مدينة كل العصور.. خرجت من حسابات مسئولي الفيوم (صور)

فيتو

تقع مدينة كرانيس، على طريق "القاهرة - الفيوم" الصحراوي عند الكيلو 70، وهي إحدى القرى اليونانية الرومانية التي أنشأها بطليموس الثاني، وهى من المناطق التي انحسرت عنها مياه البحيرة القديمة.


وتسمى كوم أوشيم الآن، وكانت بلدة زراعية، تأسست في أرسينوى في عهد بطليموس الثاني فيلادلفوس كجزء من مشروع توطين المرتزقة اليونانيين بين السكان المصريين الأصليين ولاستغلال خصوبة حوض الفيوم.

ويقول الخبير الأثري أحمد عبدالعال، مدير عام منطقة آثار الفيوم السابق، إن تاريخ المدينة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، واستمرت حتى القرن الخامس والعصر القبطي وفجر العصر الإسلامي، وتضم بقايا معبدين لعبادة الإله سوبك إله الفيوم، كما تضم حماما رومانيا ومجموعة من المنازل.

ويضيف عبدالعال، أن المدينة الآن عبارة عن أطلال من الطوب اللبن أو الحجر، وما زالت بعض الرسوم موجودة إلى الآن فيوجد رسم لأوراق وعناقيد العنب على قبو أحد الحمامات، بجانب عدد من معاصر العنب وطواحين الغلال.

المعبد الجنوبي

هو معبد "بيسو خوس وبنيفروس"، مشيد من الحجر الجيري في عهد الإمبرطور نيرون، وأمام المعبد بقايا حوض كان مخصصا للتماسيح، وبه من حجرات يتوسطها مقصورة يوضع عليها الإله "سوبك" والقرابين الخاصة به، وفي حائط بجوار المقصورة يوجد مكان داخل الحائط يبدو من شكله وحجمه أنه كان مخصصًا لحفظ الإله بعد أداء مراسم العبادة.

المعبد الشمالي

ويبعد عن المعبد الجنوبي بنحو مائتي متر مبنى من الحجر الجيري، وطوله 33.5 متر، وعرضه 10 أمتار، ونلاحظ أن المعابد بنيت من الحجر الجيري على عكس مباني المدينة والتي شيدت من الطوب اللبن.

أما الجبانة فهي تقع على تل مرتفع عن الأرض وتبعد نحو كيلومترين شمال (أم الأثل)، ومقابرها مقسمة إلى أنواع منها الحفر وهي مبنية من الطوب اللبن نوع آخر منحوت في الصخر وشكلها مستدير.

عمارة المنازل

لقد كانت منازل كرانيس ذات متانة واضحة وتواضع يتناسب مع العائلات الريفية الذين تكاتفوا مع بعضهم ليكفوا أنفسهم الحاجات الضرورية والأساسية للحياة.

وبنيت المنازل في تجمعات، أدت فيما بعد إلى نمو أعداد سكان المدينة، ما نتج عنه تعرج الشوارع وضيقها، وكانت في معظم الأحيان تنتهى وتصبح مسدودة بامتدادات المنازل.

وأدى وجود الرى إلى حد ما إلى السماح بزراعة الأشجار مثل الجميز والنخل، وبلغت مساحة مدينة كرانيس السكنية نحو كيلو متر واحد من الشرق إلى الغرب ونحو 800 متر، ويعرف من شوارع القرية، الشارع الملكي الذي كشفت عنه حفائر بعثة كلية الآداب.

ويمكن أن العمارة التي نشأت واستمرت لعدة عصور على أطراف الإقليم كانت مرتبطة بالماء العذب من البحيرة القديمة أو من بحر يوسف ومزرعته، وعندما انكمشت البحيرة وانخفض مستوى الماء في المجاري المائية وقلت كميته اندثر العمران.

وبدأت أولى أعمال الحفائر في كرانيس عام 1895، تبعتها بعثة متشجن بإجراء حفائر في الفترة من 1914 إلى 1935، وكانت بعثة من كلية الآداب جامعة القاهرة عثرت في سنة 1968 على أعداد هائلة من التوابيت والمنازل من الحجر وأوان فخارية من الطين المحروق وتماثيل لبعض للآلهة، وبعض التماثيل من القيشاني الأزرق، وبعض القطع البرونزية ورءوس مغازل ومطاحن من الحجر ومن الخشب.

كما عثرت البعثة على صحون من الفخار المصقول وأواني منزلية وجرار لحفظ الغلال وقدور لحفظ المياه وأدوات من البرونز مثل المخارز والإبر وآلات الثقب، كما تم العثور على حى قائم بذاته في أقصى أطراف القرية من الشمال الغربي والجنوب الشرقي به مطحن ومخبز ومخزن للغلال كذلك عثر على حمامين من العصر الروماني.

وعثر في مدينة كرانيس على أفران استخدمت لصناعة الفخار، ومجموعة من القلل والأطباق، ووجد في نفس هذا التجمع قدور طبخ أخرى وأواني طعام وأحبال وسكين وحبوب وثوم وبسلة مجففة وشعير.
Advertisements
الجريدة الرسمية