رئيس التحرير
عصام كامل

د. ريمون ميشيل يكتب: مراحل هامة لدورة النضج الشخصي

ريمون ميشيل
ريمون ميشيل

يسعى الكثيرون ممن يُريدون أن يصبحوا أكثر صحة وسعادة وتأثيرًا في الحياة إلى تطوير مهاراتهم الشخصية، وزيادة وعيهم ليصبحوا أشخاص أكثر نُضجًا من غيرهم، وسوف أستعرض لكم اليوم ثلاث مراحل للنمو نَمُر بها إلى أن تكتمل بداخلنا دورة النضج الشخصي.


المرحلة الأولى: وقد قمت بتسميتها مرحلة "الفقر والضعف النفسي"، وفيها يعتمد الإنسان بشكل كامل في معظم أمور حياته على منْ هم حوله ويتأثر دائمًا بهم، وفيها يُحبَط من أقل رأي وينطلق للبدء بأي عمل بمجرد دعوته لذلك دون تمييز بين ما هو صالح لنفسه وما هو ضار، وإن لم يجد من يساعده لن يبادر لأي فعل أو عمل أبدًا من تلقاء نفسه، فهو لم يتعلم في حياته على الإطلاق شيء اسمه المبادرة أو الاعتماد على النفس.

المرحلة الثانية: وتُسمى "بداية تشكيل الوعي الذاتي"، ويقوم فيها الأشخاص ذوو الإرادة بالبدء في مرحلة الاعتماد على النفس، وتحمل مسئولية الخطأ والمبادرة لتَعَلُم كل ما هو مفيد لنفسه لأنه يَعلم بذلك أنه سوف يتعلم لكي يُحقق آمالًا جديدة سوف تجلب له النجاح وراحة البال في حياته، وفي تلك المرحلة يتعلم الإنسان ألا يختلط بالمحبطين والكَسالَى الذين يعيشون في الحياة بعشوائية وفوضى في ظل غياب تنظيم الحياة وإضاعة العمر في تفاهات صغيرة وأمور مرهقة، وذلك لأنه لم يقف حتى الآن، ولم يؤَسَس على أساس صلب بما يكفي فيمكن أن تفتر عزيمته للتغيير والتقدم بسهولة بإحباطات الآخرين وآرائهم السلبية، وما أكثرهم الآن ممن حولنا فيُدرك أن البُعد التام عن هؤلاء هو الأنسب لنفسه في تلك المرحلة.

المرحلة الثالثة: وقد أطلقت عليها مرحلة "التحصين والتأثير" ويصل فيها المجتهد إلى مرحلة متقدمة من النضج، ويستمر في تشكيل وعي سليم وفكر مستنير في بناء نفسه، إلى أن يُصبح فيها مُحَصَنًا ضد سموم أفعال وكلمات الآخرين، بل إنه سوف يُصبِح حِصنًا لآخرين ممن هم في المرحلة الأولى أو الثانية مما ذكرتهم، ويستطيع حينها فرض تأثيره القوى وآرائه الحكيمة لتقدم العمل ولتحسين حياة الآخرين.

فياليتنا نُدرك قيمة وأثر تشكيل الوعي في نضج أنفسنا لكي يُساعِدنا على استكمال الحياة بطريقة أكثر هدوءًا وراحة، وحتى نُصبِح أسعد الناس.

==============================
(*) كاتب وباحث في العلوم الإنسانية
الجريدة الرسمية