رئيس التحرير
عصام كامل

تحولت لمأوى للكلاب.. مقبرة قيثارة السماء محمد رفعت خارج حسابات المسئولين

 مقبرة قيثارة السماء
مقبرة قيثارة السماء محمد رفعت، فيتو


 

 

القمامة تحاصرها من كل مكان، والجدران تتآكل نتيجة عدم تطويرها منذ سنوات، هكذا أصبحت مقبرة الشيخ محمد رفعت، الذي لقب بـ«قيثارة السماء» وملأ الدنيا بصوته وتلاوته للقرآن الكريم ووصفه الموسيقار محمد عبد الوهاب بأن له صوت ملائكي يأتي من السماء لأول مرة.

تقع مقبرة الشيخ محمد رفعت بالقرب من مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، ومع مرور الوقت تحولت المقبرة إلى محجر للرمال والحجارة ومخلفات البناء، مما جعل كل شبر فيها ممتلئ بأكوام من التراب.. باب خشبي صغير يفصلك عن الدخول، محفور عليه آيات من القرآن الكريم: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)، يعلو الباب الخشبي لوحة من الرخام مكتوب عليها "مدفن المرحوم الشيخ محمد رفعت 9 مايو عام 1950".

بمجرد أن تفتح باب المقبرة سترى الأشجار التي كانت مزروعة بعد أن ذبلت.. والمصاحف المغطاة بأكوام من التراب نتيجة رفع أعمال مخالفات البناء الملاصقة للمقبرة، وتبول المارة والكلاب في الداخل والخارج.. وتنقسم من الداخل إلى ثلاث غرف يرقد الشيخ في إحداها، وأمامها شجرة نخيل صغيرة تميل ناحية الغرفة ذُبلت من قلة الماء والإهمال، وفي الغرفتين المجاورتين ترقد عائلة الشيخ إحداها للرجال والأخرى للنساء، وأمام الغرف الثلاث توجد ساحة واسعة لاستراحة الضيوف أرضيتها من الرمل تنتشر بها القمامة بكثافة بالإضافة إلى احتواء الاستراحة على دولاب كان يجمع فيه الشيخ بعض متعلقاته.

ولد الشيخ محمد رفعت في يوم الإثنين 9 مايو عام 1882 بحى المغربلين بالقاهرة وفقد بصره صغيرًا وهو في سن الثانية من عمره وحفظ القرآن الكريم في سن الخامسة حيث التحق بكتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب ودرس علم القراءات وعلم التفسير ثم المقامات الموسيقية على أيدى شيوخ عصره، وأكمل القرآن الكريم حفظا ومجموعة من الأحاديث النبوية، بعد ست سنوات شعر شيخه أنه مميز، وبدأ يرشحه لإحياء الليالى في الأماكن المجاورة القريبة.

تولى الشيخ رفعت القراءة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب سنة 1918م حيث عيِّن قارئا للسورة وهو في سن الخامسة عشرة، فبلغ شهرة ونال محبة الناس، وحرص النحاس باشا والملك فاروق على سماعه، واستمر يقرأ في المسجد حتى اعتزاله من باب الوفاء للمسجد الذي شهد ميلاده في عالم القراءة منذ الصغر، وافتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1934م، بآية من أول سورة الفتح (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)، ولما سمعت الإذاعة البريطانية بي بي سي العربية صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن الكريم.

79 عاما على رحيل "قيثارة السماء".. ذهبت "فيتو" إلى مكان المقبرة والتقت بـ«عم أحمد» حارس المقبرة وقال: "يحرص محبو الشيخ على المجيء من محافظات الجمهورية لزيارة الشيخ خاصة في المناسبات "زي رمضان والعيد ومولد السيدة نفيسة" وأقوم بفتح الباب لهم، بالإضافة إلى المشايخ "ودول بيجوا كتير بيقروا الفاتحة واليافطة من المنصورة والزقازيق وأحبابه كتير بيصحونوا ويقولولي بعد إذنك يا عم أحمد عايزين نقرأ الفاتحة ومقدرش أقولهم لأ أو أمنعهم".

وتابع: "مقبرة الشيخ رفعت كانت عبارة عن ثلاث غرف في البداية إلا أن الأحفاد كان لهم رأي آخر، وبعد عدة سنوات تم هدم الغرف التي بنيت والإبقاء عليها قطعة واحدة، وإلغاء "دورة المياه" التي كانت بداخلها". 
 

الجريدة الرسمية