رئيس التحرير
عصام كامل

شهداء بورسعيد.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (صور)

فيتو

على الرغم من أن تعداد سكان محافظة بورسعيد لا يتعدى الـ900 ألف نسمة؛ فإن أهالي المحافظة سطروا بطولات في مواجهة الإرهاب سطرت في التاريخ بحروف من نور.


وقدمت بورسعيد منذ نشأتها أبناءها دومًا للدفاع على كرامة ذلك الوطن من خلال أبطال المقاومة الشعبية والحروب التي خاضتها مصر في 1967 و1973.

وخلال السنوات الأخيرة قدم ضباط وجنود الشرطة والقوات المسلحة من أبناء بورسعيد دماءهم وحياتهم للدفاع عن وطنهم في حربهم الضارية ضد الإرهاب الأسود.

وتستعرض "فيتو" خلال هذا التقرير التالي أبرز شهداء الشرطة والجيش من أبناء بورسعيد الذين ضحوا بحياتهم دفاعًا عن الوطن ضد الإرهاب.

مصطفى جاويش
واستشهد ملازم شرطة مصطفى جاويش بعد تخرجه في كليات الشرطة بأشهر قليلة، وبالرغم من أنه قضى طفولته في العريش والتحق بمدارسها إلا أنه ابن محافظة بورسعيد.

وتقول والدة الشهيد: "ابني كان دائما يقول لي أنا مشروع شهيد يا أمي واحفظي دموعك ولا تبكي على يوم أن ألقى ربي شهيدا".

وتابعت: "ابني كان حريصا جدا أن يتم تكليفه ضابط في العريش، لذلك عندما استلم هو وزملاؤه أماكن عملهم صعد إلى قائده أكثر من خمس مرات ليطلب منه أن يخدم بالعريش".

وعن أحداث يوم استشهاده قالت: "ابني استيقظ مبكرا وجهز ملابس الأمن المركزي ليبدأ حياته العملية كضابط.. كان يوم الجمعة.. أدى صلاة الجمعة، وتحدث عقب الصلاة إلى زميل له بالقوات المسلحة قائلًا له إنه تم تكليفه شهيدًا بالعريش ولم يقل ضابطا بالعريش".

وتابعت: "ابني خرج واستقل سيارة ملاكي متجهًا إلى مديرية الأمن لتجهيز نفسه لاستلام العمل في اليوم التالي في العريش، وبعد ساعات استشهد، حيث قام مجهولون بإطلاق الأعيرة النارية عليه".

محمد السيد عبد العال
أما مجند شرطة السيد عبد العال، استشهد يوم 19 أكتوبر 2012 حيث كان في ذلك التوقيت يبذل الإرهاب الأسود كل جهوده الغاشمة ليسيطر على شمال سيناء.

وتقول والدة الشهيد البطل السيد عبد العال: "قلب الأم يشعر دائما بما سوف يحدث، فقد شعرت في آخر مرة أراه أني أودعه ولن أرى فلذة كبدي مرة أخرى ".

وتابعت والدموع تسبق كلماتها أن المرة الأخيرة التي رأته فيها "قبض قلبها" وضمته إلى صدرها وكأنها تعلم أن اللقاء لن يتكرر مرة أخرى.

وعن كيفية وصول خبر استشهاد نجلها لها قالت: "في يوم سمعت طرقا على الباب، وفتحت الباب لأجد مجندين من قسم شرطة المناخ لكنهما لم يتفوها وتلعثما بمجرد رؤيتي ولم يتمكنا من إخباري أن ابني سقط شهيدا، ولكنهما أخبرا أحد الجيران الذي صرخ فعندها علمت أن ابني استشهد".

أما والد الشهيد السيد عبد العال قال: "نحن عائلة فقيرة ولدي كشك صغير، ولكن نحمد ربنا على النعم الكثيرة التي أعطاها لنا، وأرى أن واجبي وواجب كل مواطن أن يضحي بروحه وبأبنائه فداء لوطننا الغالي في حربه ضد الإرهاب".

واختتم والد الشهيد السيد عبد العال كلامه قائلا: "ابني كان بارا بنا لذلك اختاره الله شهيدا، فقد ساهم في زواج شقيقته، ومن حزننا عليه فقد لحقه جده وتوفي قبل مرور 24 ساعة على وفاته حزنا عليه".

ياسر الشربيني
كما استشهد مجند قوات مسلحة ياسر ممدوح الشربيني دفاعا عن وطنه ضد الإرهاب.

وتقول والدة الشهيد: "ابني كان بارا بي، وكنت أنا همه الأول".

وتابعت وهي تبكي: "كان ياسر رحمه الله يشارك والده في نفقات العائلة، ويهتم بأخته الصغيرة، ويعطيني حقنة السكر ويهتم جدا بصحتي".

واستكملت والدة الشهيد: "نجلي هاتفني قبل يوم استشهاده وكان مرحا ومبتسما وقال لي إنه ستناول الغداء معنا غدا وسيأتي مخصوصا لرؤيتي، ولكن الاتصال الهاتفي لم يكتمل فجأة فصرخت وشعرت وقتها أن ابني استشهد وبالفعل كان شعوري صحيحا".

ويتابع والد الشهيد: "نجلي أبلغني بأنهم يستعدون لصد هجوم إرهابي يستهدف كمين الصفوة الذي كان يُوجد به، وقد قال لي ياسر بأنه قد عزم النية هو وزملائه بأنهم لن يتركوا أماكنهم إلا بعد دحر الإرهابيين والدفاع عن وطنهم أو سقوطهم شهداء".

وقال والد الشهيد وهو يبكي: "نعم أنا فخور بنجلي فقد دافع عن شرف وكرامة وطنه، ولكني أصبحت أبا مكلوما استشهد ابني وتوقفت الحياة بعد ذلك في بيتنا فبات الليل كالنهار والصباح كالمساء فلم يعد للحياة روحًا بدونه".

عمرو الغضبان
كما استشهد ملازم شرطة عمرو الغضبان، ابن أخي محافظ بورسعيد الحالي اللواء عادل الغضبان، في الحرب على الإرهاب بسيناء بعد تخرجه بأشهر.

وقال اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، عم الشهيد والحزن يملأ كلماته حينها "يا ليتني استشهدت بدلا منه".

وتابع: "جميع أفراد العائلة بالرغم من استشهاد عريسها أعلنت أنها بكامل أبنائها ورجالها تحت أمر الوطن في مواجهة الإرهاب وخلاياه التي تهدد أمن الوطن".

وقال محافظ بورسعيد: "لقد تلقيت خبر استشهاد نجل أخي وأنا أقوم بأداء عملي كقائد لتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس".

واستكمل: "عند التوجه لاستلام جثمان الشهيد شعرت بأن الثأر لدمائه الطاهرة لن يتأخر من نظرة أعين زملائه والذين أقسموا على الثأر له ولزملائه الشهداء".

وقال الغضبان: "الإرهاب الأسود الغاشم لن ينجح في نشر بذور الفتن على وطننا أو تدمير عزيمتنا فحبنا للوطن هو دافعنا الأكبر في الدفاع عنه ضد قوى الشر، والتاريخ يثبت دائما أن المصريين على قلب رجل واحد ولن تنجح قوى الظلام أو الإرهاب من النيل من ذلك الوطن العظيم".
الجريدة الرسمية