رئيس التحرير
عصام كامل

«الفقراء لا يدخلون الجامعة».. حرمان فتيات «جلالة بمطروح» من المدارس الثانوية

فيتو

«كانت أمنية حياتي أصبح طبيبة لكن الظروف منعتني»، بهذه الكلمات وبنبرة حزن بدأت آية رحومة صاحبة الـ20 عاما سرد معاناتها، في التسرب من التعليم، بسبب ما تعانيه قريتها من الفقر والإهمال من قبل بعض المسئولين –على حد وصفها-، قرية «جلالة» إحدى أفقر قرى محافظة مطروح.


آية رحومة، أو كما يطلق عليها أهالي القرية «النابغة»؛ لتفوقها الدراسي الذي جعلها تحصد المركز الثاني على مستوى المحافظة في الشهادة الإعدادية، وكان كل أملها أن تلتحق بالتعليم الثانوي ليؤهلها لدخول الجامعة، إلا أن ظروف قريتها الاقتصادية وعدم وجود مدرسة ثانوية بها حال دون ذلك.

5 سنوات وصفتها آية بالذكرى الأقسى في حياتها، حينما أجبرتها الظروف على ترك التعليم، بعد إنهاء المرحلة الإعدادية بتفوق.

وتقول آية، إنها كانت في حياتها الدراسية متفوقة حتى حصدت المركز الثاني على مستوى المحافظة في الشهادة الإعدادية رغمًا من بعد مدرستها حين ذاك، مشيرة إلى أنها تغلبت على العادات والتقاليد في قريتها التي تجبر الفتيات على ترك التعليم والاكتفاء بالحصول على الشهادة الابتدائية ولكنها أصرت على استكمال تعليمها في المرحلة الإعدادية بتفوق.

وأضافت أن أبرز المشكلات التي واجهتها رغم توقفها هي عدم توافر مدرسة ثانوي بقريتها وأقرب مدرسة ثانوي تبعد لأكثر من 50 كيلو مترا في مدينة الضبعة، مشيرة إلى أنها كانت تحلم أن تصبح طبيبة أطفال، حيث إنه خلال فترة دراستها دائما كان معلميها يستبشرون لها بأن تكون مهندسة أو طبيبة لتفوقها في مادتي الهندسة والعلوم.

وأوضحت، أنه لو أتيحت لها الفرصة لاستكمال تعليمها مرة أخرى هتكمل بموافقة أهلها، فهي ما زالت حتى الآن تتمنى تلك الفرصة، حيث إنها خلال الوقت الحالي يومها عبارة عن مثل أي بيت بدوي تحمل مسئولية البيت من طبخ ونظافة، إلى جانب في بعض الأيام تجمع أطفال البيت وتحفظهم القرآن الكريم.

ويقول الشيخ رحومة، والد الفتاة، إن سبب عدم استكمال نجلته التعليم بسبب ظروف المعيشة وبعد المدرسة الثانوي عن القرية وقلة الإمكانيات، مشيرًا إلى انها طموحهم أن تصبح طبيبة النجع.

وأضاف، أن ذلك هو حال القرية بأكملها، أنه بعد الإعدادية هنا لا يوجد تعليم بسبب ضعف الإمكانيات بين المادية والعادات والتقاليد وعدم توافر فصل ثانوي في القرية، مشيرًا إلى أن ابنته كانت تذهب للمدرسة الاعدادية عن طريق عربة «الكارو» وهي وسيلة المواصلات الوحيدة داخل النجع.

يذكر أن قرية جلالة تقع في الكيلو 101 طريق مطروح الإسكندرية وبعمق 10 كيلومترات داخل الصحراء الغربية، تتكون من 23 تجمعا هي، «السوينية، الرقاعية، الجابرية، وادي أبوسمرة، الصحفاق، السلوفة، أولاد كريميد، أولاد قشبير، العريبات، الخروبة، الوشكة، أولاد ميار، نجع الدرجي، نجع اللاحامية، أولاد إدريس، الطاحون، أولاد رحيم، العمدة هاشم، الطاحون 2، جلغاف 1، جلغاف 2، أولاد قويدر، تجمع ونيس معاند، وأولاد رويعي» بالإضافة إلى القرية الأم.
الجريدة الرسمية