رئيس التحرير
عصام كامل

بعد رسائل موسكو لـ«تل أبيب».. هل يعيد الاحتلال النظر في التعامل مع سوريا

الرئيس الأمريكي،
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب

تتوقع دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تجري بينها وبين إيران مناوشات خلال الفترة المقبلة وخاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس بشأن إسرائيل ستكون قادرة على الدفاع عن نفسها على خلفية قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وذلك بالتزامن مع رسائل روسية سورية كشف عنها الإعلام الإسرائيلي صباح أمس ربما تجعل تل أبيب تعيد النظر في طريقة تعاملها مع سوريا في ظل ترقبها لحالة من التوتر متوقعة على الحدود السورية مع إيران برعاية روسيا خلال الفترة المقبلة.


المخاوف الإسرائيلية من بقاء دولة الاحتلال بمفردها في سوريا كما يرصدها الإعلام الإسرائيلي هو تهديد روسيا وسوريا بمواصلة إطلاق صواريخ SA-5 على شمال ووسط الأراضي التي تحتلها إسرائيل إذا استمرت الهجمات الجوية الإسرائيلية في الأجواء السورية.

رسائل لإسرائيل
ويؤكد موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي أن موسكو ودمشق بعثا رسائل إلى إسرائيل مفادها أنه إذا استمرت الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا، فإن سوريا برعاية إيران سترد بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات على الأراضي الإسرائيلية، كما حدث مساء الثلاثاء الماضي في ذروة الضربة الجوية الإسرائيلية على المناطق جنوب غرب دمشق، حيث تم إطلاق صاروخ سوري مضاد للطائرات من نوع SA-5 باتجاه إسرائيل، وفشل نظام الدفاع الإسرائيلي المضاد للطائرات في اعتراض هذا الصاروخ، وانفجر في منطقة خالية في جبال الكرمل.

ونوه التقرير الاستخباراتي إلى أن تلك الرسائل بمثابة إشارة روسية سورية إيرانية لما هو متوقع أن يحدث من سيناريوهات جراء شن إسرائيل ضربات جوية إضافية في سوريا، ويقول سكان مستوطنات الخضيرة والقيصرية أو عكيفا وزخرون يعقوب وبنيامينا والكرمل إن بيوتهم لم تهتز فقط من الصاروخ السوري إلا أنه بعد بضع ساعات من الانفجار، كان لا يزال من الممكن الشعور برائحة البارود الكثيفة في الهواء.

توقعات بالتوتر
وتوقع التقرير الاستخباراتي أن نتائج إطلاق الصواريخ السورية يوم الثلاثاء الماضي تشير إلى ما هو متوقع أن يحدث خلال الأسابيع القادمة في الشمال والوسط، إذا ما التزم الروس والسوريون بتهديداتهم، في إشارة إلى التوتر خلال الفترة المقبلة.

وفي إسرائيل، لم يتضح بعد ما إذا كان التهديد الروسي - السوري يشمل أيضًا الطلعات الجوية لسلاح الجو الإسرائيلي في المجال الجوي للبنان أم لا.

وهذه الرسائل بحسب التقرير، التي تم نقلها إلى إسرائيل، هي السبب الرئيسي لإعلان متحدث عسكري إسرائيلي للمرة الأولى في بيان نُقل صباح الخميس أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي هاجمت ثلاثة أهداف في سوريا ليلة الثلاثاء، وقال المتحدث إن الأهداف المحددة للطائرات دمرت وأنها مستودعات ذخيرة.

تراشق كلامي
وفي الوقت نفسه يستمر التراشق الكلامي بين تل أبيب وموسكو على خلفية الغارات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا، وقال مسئول أمني إسرائيلي لوكالة أنباء أسوشيتد برس إن قوات إيران تعمل على بُعد أقل من ثمانين كيلو مترا عن حدود إسرائيل خلافا للتطمينات الروسية، مشيرًا إلى أن الغارات ضربت أهدافا لها علاقة بعملية نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، وكذلك بطارية للدفاعات الجوية السورية أطلقت نيرانها على الطائرات المغيرة، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فأعلن أن إسرائيل لن تقبل بالتموضع العسكري الإيراني في الأراضي السورية، وأنها تعمل ضد هذا التموضع وغيره من التهديدات بقوة وباستمرار، مضيفًا أن قرار ترامب بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا لا يغير سياسة إسرائيل، التي نتمسك بخطوطها الحمراء هناك وفي كل مكان آخر.

وبدوره قال قائد سلاح الجو الميجر جنرال عميكام نوركين إن سلاح الجو ينشط على عدة جبهات وعلى نطاق واسع وبالتعاون مع هيئة الاستخبارات، موضحًا أن نشاط سلاح الجو أدى إلى إحباط قدرات عسكرية لجهات في الشمال، وأضاف: "سنواصل العمل بقوة وبحزم وبدقة".
الجريدة الرسمية