رئيس التحرير
عصام كامل

إدمان الخطايا !


اندهشت من رفض حركة "تمرد" توقيع الفريق أحمد شفيق على استمارة الحملة، وهذا جزء من اندهاشى الأكبر من هذا الموقف السلبى من قوى تصويتية واجتماعية على الأرض، فالاتهامات الموجهة لهم عامة وهى اتهامات سياسية مطاطة يمكن أن تنطبق على الكثيرين، بما فيهم قوى معارضة، بل ويجب توجيهها بقوة إلى التنظيم السرى للإخوان الذى كان يعقد الصفقات مع " نظام فاسد" ، فقد كان معظمهم شركاء بشكل أو بآخر بهذا "النظام".


فما الفيصل بيننا وبين أية قوة سياسية ؟

أولاً: ألا يكون متورطا بتهم جنائية متعلقة بالفساد، وأن تكون هناك أحكام قضائية نهائية بذلك، وإذا لم يكن هذا موجوداً فلا أظن أننا يجب أن نستبعد أحداً من أعضاء الحزب الوطنى السابق ولا غيره، بل ولا يحق لنا الآن استبعاد أنصار الرئيس السابق مبارك، كما لا يجب أن نستبعد من يرفضون الآن ثورة يناير ويرى أنها سبب البلاء للبلد.

لأن مصر ليست ملكاً لتيار دون آخر ولا لأصحاب أفكار دون غيرهم، ولو فعلنا ذلك فلن يكون هناك فرق بيننا وبين أى نظام ديكتاتورى يعصف ويستبعد ويضطهد مخالفيه ، تحت شعار أنه هو وحده الذى يحق له تحديد مصلحة الوطن، ولأنه بالمثل لابد أن نستبعد ونحارب من يناصرون التنظيم السرى الذى يحكم البلد وهم ليسوا من التيار الدينى ، منهم مثلاً حزب الغد ومؤسسه الدكتور أيمن نور.

ثانياً : أن الفيصل بيننا وبين أية قوة سياسية أو اجتماعية هو موافقتها ودعمها للدولة التى نريدها، وهى الدولة المصرية الحديثة، الدولة العلمانية التى يحصل فيها المصريون على المساواة المطلقة فى الحقوق والواجبات.. دولة تخاصم كل أشكال الاستبداد دينى وغير دينى، وإذا فعلنا فنحن نبنى دولة لكل المصريين، دولة نستحقها جميعاً.

الجريدة الرسمية