رئيس التحرير
عصام كامل

«اليهود الحريديم».. مفرخة لصناعة الإرهاب باسم الرب

اليهود الحريديم
اليهود الحريديم

يتعالى الحديث داخل الاحتلال الإسرائيلي، مجددًا حول تجنيد طائفة اليهود المتشددين دينيًا "الحريديم"، الأمر الذي يجعلهم تحت أضواء مراكز الأبحاث التي ترصد مجتمعهم ومدى تأثيرهم على الكيان المحتل ككل، في الوقت الذي يمثلون فيه قوة لا يستهان بها وكونهم ويعتبرون أنفسهم دولة داخل الدولة المحتلة.


الانغلاق والتشدد
وفي آخر الأبحاث التي نشرتها اليوم الأربعاء، صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، يظهر أن المجتمع الحريدي تواصل بصلته نحو الانغلاق والتشدد والتطرف، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى منهم ينزون داخل المدارس الدينية "يشيفا" وعدد قليل جدًا منهم هو الذي يعترف بالمؤسسات الأكاديمية، وذلك وفقا للتقرير السنوي لجمعية معهد إسرائيل للديمقراطية لعام 2018، الذي قام بتحريره البروفيسور الإسرائيلي، جلعاد ملاخ، والدكتور لي كاهنر، والمدارس الدينية في إسرائيل هي مدارس خاصة بتعليم اليهود المتدينين فقط دون غيرهم وهى تعتبر مفرخة للإرهاب تحث على الكراهية والحقد والقتل والتي ترسخ في أذهان الأطفال أن العربي والمسلم شئ نجس لا بد من إزالته.

تتناول الدراسة الجديدة، التي يتم نشرها للعام الثالث على التوالي، التغيرات المهمة التي حدثت في العقود الأخيرة في المجتمع الحريدي على مختلف المجالات، استنادًا إلى بيانات من المكتب المركزي للإحصاء، والوزارات الحكومية، والجيش الإسرائيلي، ومعهد التأمين الوطني.

الحريديم في أرقام
وتشير الدراسة بالأرقام إلى أن في ثلاث سنوات فقط ارتفع بنسبة 21 في المائة عدد اليهود الحريديم ليرتاد تلك المدارس الدينية نحو 114 ألف طالب وطالبة، مقارنة ب 94 ألف طالب وطالبة في عام 2014، كما أن هناك أيضا ارتفاعا طفيفا في الخدمة العسكرية بين الحريديم، ولكن بأعداد أكثر تواضعا، حيث انضم نحو 3700 رجل أرثوذكسي متشدد إلى جيش الاحتلال العام الماضي، مقارنة بـ 2،850 قبل ذلك بعام، في حين أنه في عام 2007، تم تجنيد 290 من رجال الحريديم في الجيش الإسرائيلي علمًا أن مسألة تجنيد اليهود المتشددين مسألة جدلية في إسرائيل، ويدور نقاش منذ عقود حول تجنيد الرجال الذين يدرسون في المدارس الدينية، ضمن التجنيد الإجباري مثل باقي اليهود، لكنها مسألة يرفضها المتدينون ويعتبرون أن الأولى هو دراسة التوراة والعلوم الدينية بدلًا من الخدمة العسكرية، وفيما يتعلق بموضوع الخدمة المدنية الوطنية، فإن الاتجاه ينعكس ويتدهور، في عام 2017، انضم 615 من المتدينين المتدينين إلى الخدمة المدنية، مقارنة بـ1109 في عام 2010.

مناهج متطرفة
وتعد المناهج بشكل في إسرائيل متطرفة ولكن مناهج المدارس الدينية تعد أكثر تطرفًا وتشددًا، ويظهر ذلك في نموذج يعد غيض من فيض لنماذج التطرف التعليمي للحريديم ومنها ما جاء في أحد كتبهم التعليمية: "جاء فيها على لسان يهودي ينصح يهودي آخر بقوله: "العرب مثل الكلاب، إذا رأوا أنك مرتبك ولا تقوم برد فعل على تحرشاتهم يهجمون عليك، وأما إذا قمت بضربهم فإنهم سيهربون كالكلاب"!!

وفي المصادر اليهودية من القرن الأول قبل الميلاد والقرنين الأولين للميلاد كانت المدارس الدينية تسمى بـ"بيت مدراش" "دار دراسة" حيث علم الحاخامات اليهود مبادئ الديانة اليهودية للرجال اليهود بطريقة مماثلة لطريقة التعليم في الشيفات الحالية، وبحسب معتقدات الحريديم يطلب من اليهودي الانسحاب من كل النشاطات العالمية، والتفرغ للدراسات الروحية، وبالتالي فإن المشاركة في الجيش، والنشاطات الاقتصادية والرياضة والموسيقى والأفلام، خطيئة، وتعد مستوطنة "حريش" هي أكبر مستوطنة تجمع للحريديم والتي تمتد على مساحة آلاف الدونمات بمنطقة أم الفحم، تصل حدودها حتى الخط الأخضر، لشطبه وتهويده وتضييق الخناق على فلسطينيي 48 منعا لأي تواصل جغرافي بين الفلسطينيين على جانبي الحدود.
الجريدة الرسمية