رئيس التحرير
عصام كامل

قطار وإيران.. سلاح إسرائيل لاختراق العرب وجرهم للتطبيع

 رئيس زراء الاحتلال
رئيس زراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو

لا يفوت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أي فرصة إلا ويتحدث عن تطبيع مزعوم مع العرب والتي كان آخرها قوله إن إسرائيل في طور مشروع تطبيع العلاقات مع العالم العربي، وذلك دون تحقيق أي تقدم مع الفلسطينيين، متجاهلًا تأكيد العرب مرارًا وتكرارًا على أنه لا علاقات مع إسرائيل من دون حل للقضية الفلسطينية، لكن نتنياهو لا يكل ولا يمل من استخدام هذه "الأسطوانة" ولكن لم يأت ذلك من فراغ وإنما لأسباب وأهداف يعلمها هو وقادة جيشه.


فزاعة إيران
لعل أبرز الأسباب التي تجعل نتنياهو لا يستحي ويتحدث علانية عن علاقات مع العالم العربي، رغم الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين التي يجيد استخدامه كفزاعة للتغطية على فشله داخليًا فإنه يستخدم نفسة النغمة لتحقيق مكاسب خارجية ورسم خطط إسرائيلية لاستقطاب دول الخليج، نظرًا ليقينه بالعلاقة العدائية بين طهران وعواصم الخليج، ويستغل ذلك لخلق عدو خارجي مشترك، كما يستغل رغبة دول الخليج في كبح جماح إيران بمنطقة الشرق الأوسط الرافض للمد الشيعي.

نتنياهو حاول أن يقلب القاعدة فبدلا من أن يتم تحقيق شرط العرب بتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية مقابل العلاقات مع إسرائيل، يروج حاليًا لمزاعم أن العلاقات مع العالم العربي إلى وجود ظروف جديدة ستؤدي إلى تطوير العلاقات مع الفلسطينيين، وجاء تصريحه هذا في مؤتمر سفراء أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، كما تستغل إسرائيل وزعيمها نتنياهو الأجواء في الدول العربية لتحقيق هدف تطبيع العلاقات.

وفي إطار الخطط الرامية للتطبيع عرضت إسرائيل مؤخرًا مشروعًا لإنشاء خط سكك حديدية يربط إسرائيل بدول الخليج، وينطلق الخط من ميناء حيفا مرورا بالأردن ثم الطرق القائمة إلى الخليج، وتأتي هذه الخطوة استكمالا للمساعي الإسرائيلية الرامية إلى استمالة دول الخليج العربي، بعد زيارة بنيامين نتنياهو للسلطنة مؤخرًا.

مزاعم السلام الإقليمي
وإسرائيل تزعم أن الخطة لإرساء السلام الإقليمي الذي سيسمح، بحسب الإعلام الإسرائيلي، للسعودية مثلا بأن تحصل على منفذ مباشر على المتوسط بالقطار، وينطلق الخط من ميناء حيفا مرورا بالأردن ثم الطرق القائمة إلى الخليج، وتأتي هذه الخطوة في إطار محاولات إسرائيلية للاستفادة من الواقع الإقليمي الحالي بدءا بالمفهوم المشترك للتهديد الإيراني ولتخطي عقود من العداء بين الدول العربية والدولة العبرية.

وكان كاتس ذكر أنه عرض مشروعه على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقاءات حكومية، وأعلن أن الحكومة الألمانية تدرس باهتمام مشاركة ألمانية في المشروع.

وتسرع إسرائيل مؤخرا من خطواتها نحو التقارب مع العالم العربي والإسلامي، فبعد زيارة نتنياهو السرية إلى سلطنة عمان، وصل رئيس تشاد إلى إسرائيل وأعلن عن نيته إعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وبعدها تشير المصادر الإسرائيلية إلى تقارب غير مسبوق بين إسرائيل وكل من البحرين، والسودان، وتحدثت تقارير سابقة عن مساعي نتنياهو لتطبيع العلاقات رسميا مع السعودية.

التكنولوجيا والابتكار
ورغم تلك الدعاية الصهيونية بشأن السلام الإقليمي وغيره من الكلام المعسول فإن حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو يعارض، اتفاق أوسلو، منذ التوقيع عليه عام 1993، ويرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، والانسحاب من الضفة الغربية، ومن جهة أخرى، يبرر الزعيم الإسرائيلي مزاعم تطلع العرب لعلاقات مع إسرائيل إلى أنهم بحاجة إلى التكنولوجيا والابتكار، مشيرا إلى أن هناك صلة متنامية ما بين الشركات الإسرائيلية والعالم العربي، ولم يكشف نتنياهو أسماء الدول التي كان يتحدث عنها.
الجريدة الرسمية