فرقة الأراجوز.. الحلم مصري والشهرة «عالمية»
«فن الأراجوز لن يموت.. لأنه بيعمل حالة من التواصل الهزلي بينه وبين الجمهور من خلال التفاعل والدفع الإنساني اللي مش موجود في وسائل التكنولوجيا الحديثة.. لما بينزل أي مدرسة أو شارع بيلم أمة لا إله إلا الله»، كلمات وتعبيرات بسيطة، لخص بها المخرج ناصر عبد التواب، مدرب فرقة الأراجوز المصري، حال ذلك الفن الشعبي حاليا، مع تغير ثقافة وفكر الأجيال، على مر العصور، وانتشار العديد من ألوان وأشكال الفنون الأخرى، والتي تتميز بترويج أكثر، كما تستهدف جمهور أكبر.
لم تكن موافقة الدكتور أحمد نوار، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، عام 2007، بإنشاء فرقة الأراجوز المصري والعرائس، والتابعة لقصر ثقافة العمال بشبرا الخيمة، سوى بداية لحلم مؤسسيها، وإحدى الخطوات في حفظ تراث مصري لم يندثر رغم مرور الزمان.
بعرض «كلنا هنروح الحضانة»، فكرة وأشعار سيد سلامة، استهلت فرقة الأراجوز مشوارها الفني، الذي تضمن بعدها العديد من العروض، والتابلوهات، بأفكار ورؤى مختلفة، وفقا للمكان، وثقافته، وأهدافها المتنوعة التي ترسمها.
مهدت الفرقة طريقها لعقول وقلوب الأطفال، الذي التفوا حول عروضها بالنوادي والشوارع، وفي المهرجانات المختلفة، بعروض «جحا ثرى دى»، «جزيرة القمر»، و«إنسان الغلبان»، كما قدمت الفرقة أيضا كل من عرض «عم حمزة الحلوانى»، «العم أمين»، «طائر الحظ السعيد»، و«شجرة الغابة»، «رحلة ورد»، وغيرها.
بدأت «الأراجوز المصري»، دربها بتوسيع حجم مشاركتها في الفعاليات والمهرجانات المحلية، والتي لاقت الكثير من الإعجاب والإشادة، كما حجزت مقعدا لها بالعديد من تلك المحافل، كمهرجان فرق قصور الثقافة لمسرح الطفل، ومهرجان مسرح الطفل، الذي ينظمه المركز القومي لثقافة الطفل.
وشاركت الفرقة أيضا، خلال مسيرتها المحلية، في فعاليات مهرجان ألوان للأطفال، و«ألوان» لفنون مسرح الشارع، بالإضافة إلى مهرجان الإسكندرية الدولي للعرائس المتحركة.
10 مشاركات دولية مميزة، جسدت بهم الفرقة باكورة نجاحها، كما ساهمت من خلالهم بنشر تراث مصري أصيل لا يعرف عنه الكثير، كما أضفت بهم الصبغة الدولية عليها.
وكانت بداية المشاركات الدولية، بمهرجان فاس لمسرح الطفل، في المغرب، ومهرجان تازة، وشفشاون للطفل، والمهرجان العربي الأمازيغي بالمغرب أيضا، كما جابت العديد من المدن التونسية، من خلال مجموعة مهرجانات كـ«فوشانة الدولى لمسرح الطفل»، و«الأورومتوسطي للطفل»، و«أريانة لمسرح الطفل»، ومهرجان «الكاف 24 ساعة للطفل».
وشاركت أيضا، في المهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الأولى والثانية، بدولة الكويت، وكان آخر مشاركاتها الدولية في مهرجان أيام قرطاج الدولي لفنون العرائس، في دورته الأولى بتونس.
عدد كبير من الجوائز، والتكريمات، حصدتها الفرقة، من خلال تلك المشاركات، كما جذبت العديد من المؤسسات والمنظمات المصرية والعربية، لعقد بروتوكولات تعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، وإدارة الفرقة لإحياء العديد من الحفلات وعروض الأطفال بها.
15 فردا، عدد الفرقة حاليا، بوظائف، ومهام فنية مختلفة، تحت الإشراف الفني لهاني عبد العظيم، وإخراج وتدريب ناصر عبد التواب، حيث تسعى لضم عناصر جديدة برؤى عصرية، كما يعد الهدف الرئيسي التي تحاول تحقيقه دائما، استقطاب الكتاب المسرحيين، لإبراز ذلك الفن وإدراجه لونا من ألوان المسرح المختلفة.
