رئيس التحرير
عصام كامل

القديسة «كاترينا».. حكاية الشهيدة أيقونة سيناء

فيتو

يحتفل الأقباط في مصر والعالم يومى 8،7 ديسمبر من كل عام، بعيد القديسة كاترينا وبطولاتها العظيمة بمدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، وسط حضور عدد كبير من الأقباط بمختلف دول العالم، وتشهد المدينة إقبالا كبيرا من الأقباط للاحتفال بهذه المناسبة.


وقال المحاسب خالد سلامة رئيس مدينة سانت كاترين : إن المدينة تستعد لاستقبال الأقباط الذين يشاركون في احتفالية القديسة كاترين، وسط تأمينات مشددة من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة وتفتيشات أمنية خارج وداخل الدير لتأمين المحتفلين بعيد القديسة كاترين.

وأكد سلامة أن محافظ جنوب سيناء صدق على الهدية السنوية لدير سانت كاترين ودير الراهبات بوادى فيران، وهى عبارة عن سلع غذائية وبطاطين مساهمة من المحافظة لدعم الدير ودير الراهبات بفيران، لدعم روح التعاون بين الأجهزة التنفيذية والمسئولين عن الدير.

وأوضح سلامة أنه يومى 8،7 ديسمبر يأتى الأقباط من كل دول العالم للاحتفال بالقديسة كاترين ويقيمون الصلوات والقداس داخل الدير، وسط تفتيشات وتأمينات عالية المستوى مع رفع درجة الاستعداد القصوى بمدينة سانت كاترين لتأمين الوديان والجبال والطريق المؤدية لدير سانت كاترين.

وكشف سلامة أن وزير التنمية المحلية سيفتتح 11 ديسمبر تطوير منطقة وادى الديرى الذي تكلف 8 ملايين جنيه، عقب الانتهاء من احتفالية الدير بحضور اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، واللواء نادر عشماوى السكرتير العام لجنوب سيناء.

وعن قصة القديسة كاترين وحياتها وكيف وصل جسمانها إلى قمة أحد جبال كاترين، فإنها وُلدت من أبوين مسيحيين بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي، وكانت تتحلى من صغرها بالحكمة والعقل الراجح والحياء.

كانت والدتها تعلّمها منذ صغرها محبة السيد المسيح، وتغذّيها بسير الشهيدات اللواتي كنّ معاصرات لها أو قبلها بقليل، وقد قدّمن حياتهن محرقة للَّه وتمسّكن بالإيمان حتى النفس الأخير.

كان للقديسة كاترين شقيقة توءم اسمها جيوفانا، فقد ولدتا قبل الأوان عندما كان سن والدتها أربعين سنة، وليس من المعروف أنها تؤام متطابق أم لا، وللأسف ماتت شقيقتها جيوفانا في سن الطفولة، وأنجبت والدتها طفلة أخرى بعد عامين ودُعيت جيوفانا أيضًا.

كان لديها 24 شقيقا وشقيقة، وهذه حقيقة إذ كانت القديسة واحدة من 25 طفلا. وكانوا جميعا أشقاء أي من نفس الوالدين عاش منهم فقط نصفهم تقريبًا إلى مرحلة البلوغ (نظرا لارتفاع معدل وفيات الرضع).

التحقت كاترين بالمدارس وتثقفت بعلوم زمانها، وكانت مثابرة على الاطلاع والتأمل في الكتاب المقدس، ولما بلغت الثامنة عشر كانت قد درست اللاهوت والفلسفة على أيدي أكبر العلماء المسيحيين حينذاك، فعرفت بُطلان عبادة الأوثان وروعة المسيحية ولكنها لم تكن قد تعمّدت بعد.

وفي إحدى الليالي ظهرت لها السيدة العذراء تحمل السيد المسيح، وتطلب منه أن يقبل كاترين ولكنه رفض فقامت لوقتها وتعمّدت.

في عام 307 م. حضر القيصر مكسيميانوس الثاني إلى الإسكندرية، وكان مستبدًا متكبّرًا يكره المسيحيين، يجد مسرّته في تعذيبهم والفتك بهم، فأمر بتجديد الشعائر الوثنية بعد أن اهتزّت تمامًا بسبب انتشار المسيحية فتصدت له  فقام بتعذيبها وقتلها.

وأقام الدير متحف ومكتبة كبرى داخل دير سانت كاترين تحوي آلاف الكتب والمخطوطات من بينها نسخة نادرة للكتاب المقدس ترجع إلى القرن السادس، وقد أهدت هيئة اليونسكو نسخة من الميكروفيلم لهذه المخطوطات والكتب لجامعة الإسكندرية كلية الآداب بفضل المرحوم الدكتور سوريال عطية سوريال، وتحتوى المكتبة على أيقونات من رسم مشاهير الفنانين من القرن السادس حتى الآن، وبه نفائس كثيرة وتحف وصور من صنع الرهبان.
الجريدة الرسمية