رئيس التحرير
عصام كامل

السر وراء أهمية اكتشاف مومياوات جعارين بسقارة وحقيقة اختراقها جسد الإنسان

فيتو

كشف الأثري محسن على، أن اكتشاف مومياوات جعارين في جبانة منف الأثرية بسقارة يعد من أهم الاكتشافات الأثرية مشيرا إلى أن الجعارين كان لها أهمية خاصة في الديانة المصرية القديمة، حيث كانت ترمز إلى إله الشمس رع وكان يطلق عليها في اللغة المصرية القديمة "خبر" وهى تعنى يأتى إلى الوجود، وكانت تستعمل كأختام وتمائم حامية.


وقال محسن على في تصريحات خاصة لـ "فيتو" إن الجعارين وجدت منها أعدادا كبيرة جدا في دفنات المصريين القدماء، وكانت أبعادها تقريبا بين واحد سنتيمتر إلى 10 سنتيمترات وأحيانا أخرى أكثر من ذلك بكثير كجعران القلب الذي كان يوضع فوق قلب المتوفي.

وأضاف "على": صعنت الجعارين من أحجار وألوان عديدة، ووجد العديد منها منذ بداية الأسرة الخامسة، كما وجدت الجعارين على هيئة "الأختام الجعرانية" منذ عصر الانتقال الثاني وكانت تنقش على الجعارين أسماء والقاب أصحابها، وكان الملوك يستخدمون ما يسمى الجعارين التذكارية حيث كانت تنقش عليها الأحداث المهمة كالحروب ومناسبة الزواج وغير ذلك من أحداث، ومؤخرا اكتشفت وزارة الآثار بسقارة لأول مرة كمية من الجعارين المحنطة، ويقال أيضا أن كليوباترا كانت تستخدم أحمر شفاه مصنوعا من مسحوق الخنافس.

أما بالنسبة للأفلام السينمائية التي تصور الخنافس على أنها حشرة تقوم باختراق جسد من يعتدى على المقابر، أوضح الأثري محسن على، أنه ليس له أي دليل من الصحة وليس إلا مجرد خدع وقصص سينمائية لجذب الجماهير وتحقيق مكاسب ونسبة مشاهدة مرتفعة، وتعطى الحضارة المصرية غموضا وسحرا خاصا تجعل الأجانب يبحثون ويقرؤون عن تاريخ وحضارة مصر.

وكان الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قال إنه تم العثور ولأول مرة على مومياوات لجعارين في جبانة منف الأثرية؛ حيث كشفت بعثة أثرية مصرية على مومياوات لجعارين كبيرة الحجم داخل تابوت من الحجر الجيري مستطيل الشكل ذي غطاء مقبي رسمت عليه ثلاثة جعارين بالمداد الأسود إضافة إلى عدد كبير من مومياوات الجعارين الصغيرة، وبفحص المومياء الكبيرة وجد أنها في حالة جيدة من الحفظ وملفوفة بلفائف كتانية، كما عثرت البعثة أيضا على تابوت آخر من الحجر الجيري مربع الشكل علية جعران واحد بالمداد الأسود وبداخله مومياوات لجعارين.

وأضاف أنه أثناء أعمال التنقيب داخل المقابر تم الكشف عن العشرات من مومياوات القطط ونحو 100 تمثال خشبي لقطط منها المغطى بطبقة من الذهب إضافة إلى تمثال من البرونز الإلهة القطة باستت في حالة جيدة من الحفظ وأربعة رءوس لتماثيل من البرونز لها والعديد من التماثيل الخشبية لحيوانات أخرى مثل الأسد والبقرة والصقر ومنها المغطى بطبقة من الذهب، وعثر أيضا على توابيت خشبية ملونة لحيات الكوبرا وبداخلها دفنت الحية وكذلك تابوت خشبي لتمساح بداخله مومياء له، إضافة إلى بقايا توابيت خشبية لحيوانات في حالة سيئة من الحفظ.

وأشار وزيري إلى أنه بداخل الرديم تم الكشف عن 1000 تميمة من الفيانس لآلهة مختلفة منها تاورت وأنوبيس وجحوتي وحورس وإيزيس وبتاح باتك وخنوم والعجل أبيس وتمائم أخرى من الفيانس أيضا صور عليها التاج الأبيض والأحمر وعمود الوادج وعين الأوجات و5 تمائم برونزية لآلهة مختلفة و8 رءوس و3 أجزاء من الأواني الكانوبية من الألباستر وبعض الأدوات الكتابية التي كان يستخدمها المصري القديم منها محبرتان بحالة جيدة من الحفظ بهما أقلام، إضافة إلى العثور على أجزاء عديدة من ورق البردي مكتوب عليها بالخط الهيراطيقي والخط الديموطيقي وأخرى عليها أجزاء من كتاب الموتى، كما ظهر ولأول مرة أسماء لأفراد من خلال الكشف عن باب وهمي لسيدتين إحداهما تسمى "سوبك سخت" والأخرى "مفي".
الجريدة الرسمية