حذف 52 مشهدا من مسرحية «ياسلام سلم الحيطة بتتكلم»
أجازت الرقابة مسرحية "ياسلام سلم الحيطة بتتكلم" في بادئ الأمر، ورفضها الاتحاد الاشتراكي الذي قام بمناقشتها، وأعيدت إلى الرقابة على المصنفات ثانية، ثم أجازتها بعد حذف 52 مشهدا قيل إن فيها رمزية.
وكما نشرت مجلة روز اليوسف عام 1970، عرض المسرحية في نوفمبر 1970، المسرحية التي كتبها الأديب سعد الدين وهبة (رحل في 11نوفمبر 1997) مستوحاة من الحكاية الشعبية التي تقول إذا لم أجد من يسمعني هل أكلم الحيطة.
تقول السير الشعبية إن للحائط وظائف في توصيل الرسائل والتعبير عن الثقافة والتاريخ، وقد بدأ الكتابة على الحائط والتعبير من خلالها منذ عهد الفراعنة، والجدار هو عنصر الأمان لأي إنسان، فما زالت حكاية أربعة جدران تعنى البيت والاستقرار، وللإعلان عن الحج يرسم على الجدران، ولمنع الحسد ترسم الكفوف وغير ذلك.
تحكي المسرحية التي قامت ببطولتها سميحة أيوب عام 1971 قصة رجل يسكن بجوار الأزهر يعود يوما إلى بيته يسمع صوتا من وراء الحائط، يقول له "اتق الله يارجل في زوجتك"، فلما علم الناس بذلك صاحوا مهللين مكبرين (ياسلام سلم هي الحيطة بتتكلم).
لما سمع محتسب القاهرة بذلك حضر ليتأكد من الأمر إلا أنه سمع كلاما خلف الحائط فأمر بهدم الحائط، وبعد أن هدمه سمع نفس الصوت يتكلم، فأمر بالقبض على صاحب الدار وزوجته وتعذيبهما، وحكت الزوجة أنها هي التي قالت هذا الكلام، فلما اتقى زوجها الله فيها اعترفت له بالخدعة، فصار هو يستخدمها مع الناس من حوله.
وتحكى سميحة أيوب ذكرياتها مع هذه المسرحية، وتقول: سافرت إلى سوريا بناء عن طلب وزارة الثقافة هناك لعرض المسرحية، وبعد العرض تلقيت اتصالا من وزير الثقافة السوري طالبا منى البقاء في سوريا بعد انتهاء العرض في ضيافة رئاسة الجمهورية.
قابلت الرئيس حافظ الأسد، وقال إنه شاهد جميع مسرحياتي، وقد أعجبته مسرحية (ياسلام سلم هي الحيطة بتتكلم) ثم قلدني وسام الاستحقاق، وقال لي تقدمي يا سيدة المسرح... ومن يومها أصبحت سيدة المسرح العربي.
