رئيس التحرير
عصام كامل

من قال إن مرسى يريد العدالة؟


السؤال موجه إلى أعضاء المجلس الأعلى للقضاء، الذين ذهبوا إلى القصر الرئاسي، والصحيح أن الرئيس هو من كان يذهب إليهم. ليس هذا فقط ولكنهم حافظوا على شعرة معاوية، ونادراً ما كانوا يأخذون مواقف واضحة وصريحة. وفي الأغلب الأعم مواقفهم متأخرة ليس فقط في مؤتمر العدالة، ولكن على سبيل المثال في اغتصاب منصب النائب العام.


والأمر لا يخص مرسي فقط، فهو مجرد موظف صغير لدى محمد بديع رئيس التنظيم السري للإخوان، وكما يعرف الجميع لا نقاش ولا جدال. لا شيء سوى السمع والطاعة.

لا أوزع الإحباط، ولكني أؤكد كما أكدت كثيرًا أن خطة الإخوان والسلفيين ليس لها علاقة بما يسمونه تطهير القضاء، ولكنه الاستيلاء عليه ليأتمر بأمرهم، وذلك في إطار خطة التمكين. لذلك ليس غريبًا أن تنطلق تصريحات قادة سلفيين وإخوان مؤكدين أنهم لن يسمحوا لأي تيار ولأي مؤسسة قضائية أو قاض بأن يعطل مشروعهم في السيطرة على القضاء. لذلك قال مثلاً المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة "أى التنظيم السرى للإخوان" بأن الاعتراضات لا قيمة لها.

لكن على كل حال، فأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي. أقصد موقف المجلس الأعلى للقضاء. فالمعركة طويلة وقاسية والخصم فيها من الصعب، إن لم يكن من المستحيل أن يقدم تنازلات، أو حتى مواءمة. فإقامة الدولة الدينية الإخوانية السلفية تستلزم الاستيلاء على كل مؤسسات الدولة. فعلوها مع الشرطة وفعلوها مع الدستور الطائفي العنصري ويفعلونها الآن مع التعليم والثقافة. وحلمهم الأكبر هو القضاء والجيش.

لذلك فهو صراع طويل، سيكون فيه كر وفر وضحايا. كما أنها في الحقيقة ليست معركة القضاة وحدهم، ولكنها معركة مصر كلها بكل قواها، ليس دفاعاً عن أخطاء القضاة ولا القضاء ولكن دفاعًا عن استقلاليته، وأنه كمؤسسة لا يجب أن يملكها تنظيم سرى دولى، فهي مؤسسة لكل المصريين، وأظن أنها إن سقطت .. ففي الأغلب الأعم ستسقط مصر كلها.

الجريدة الرسمية