رئيس التحرير
عصام كامل

خاشقجى والأسئلة الصعبة؟


مقتل الصحفى السعودى "جمال خاشقجى" الحدث الأبرز في العالم ويعتبر حادث العام من حيث التأثير والانتشار والتوظيف السياسي وصراعات الكواليس وما سيؤثره في مستقبل الدولة السعودية، سواء داخليا بعد موجة من إقالات قيادات بجهاز الإستخبارات وإعفاء سعود القحطانى المستشار بالديون الملكى، وما يتردد عن ترتيبات قادمة بمستقبل ولى العهد السعودى، بالإضافة للدور الأهم وعلاقات السعودية الخارجية بأمريكا والاتحاد الأوروبي وبتركيا، وهل تعود للتحالف معها بعد جفاء وعناد استمر لسنوات وهل ستدخل السعودية في تحالفات مع تركيا وإيران، وسنرى ترتيبات جديدة في العالم العربي، ولكن الأخطر عدة أسئلة تبحث عن إجابات لدى المواطن العربي ومنها:


هل حادث مقتل خاشقجى فخ سقطت فيه السعودية مدبر من جهات خارجية تريد توريط المملكة في أزمة كبرى، تتضخم إعلاميا من أجل إجبارها على سياسات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، والتخلى عن حلفائها الحاليين من مصر والإمارات والتصالح مع تركيا وقطر وإيران، لما لاحظناه من دور تركيا وقطر وإيران في تضخيم القضية، ومحاولة استثمارها سياسيا لاصطياد المملكة وهو ما نتج عنه الاعتراف بمقتله داخل السفارة دون تحديد موقع الجثة وعدم ظهورها حتى تاريخه؟

هل استثمار مقتل خاشقجى من قبل تركيا وقطر وسيلة لإجبار المملكة على عزل ولى العهد بعد تعاظم دوره إقليميا في مواجهة الإرهاب، ورفضه للتدخلات التركية في العالم العربي واحتضانها لجماعة الإخوان ودعمها الواضح لقطر بعد مشروع بن سلمان جزيرة سلوى وأثاره على حصار قطر خليجيا وغيرها؟

الموقف الأمريكى مثير للتساؤلات هو ما سر عدم الوضوح وتحديد المواقف، فنرى الإعلام وبعض أعضاء الكونجرس يهاجمون السعودية ويطالبون بقطع العلاقات، والرئيس ما بين منتقد أو متعاطف وحديث متواتر عن إنقاذ الاقتصاد الأمريكى وصفقات سلاح متبادلة ومليارات سعودية، فهل هناك صفقة في كواليس استثمار أزمة مقتل خاشقجى؟

هناك تساؤلات كثيرة تدور عبر أزمة مقتل خاشقجى حول دور السعودية إقليميا ودوليا هل تتصالح مع تركيا وترفع الحصار عن قطر وتتفاوض مع إيران وتنهى حربها في اليمن، وإقامة تحالفات جديدة تعيد ترتيبات الشرق الأوسط الجديد فلن تنتهى الأزمة بالاعتراف بمقتله بل هي البداية لدور أكبر لتركيا في العالم العربي، وما مقابل المواقف غير الواضحة للجانب التركى، فأين الدلائل والقرائن التي روجها الإعلام التركي من تسريبات، وهل هي دليل على اختراقهم السفارة السعودية، واستثمارها لتضخيم الأزمة للحصول على أكبر قدر من الامتيازات في أبشع عملية ابتزاز يشهدها تاريخ السعودية؟.

سيظل مقتل "خاشقجى" لغزا كبيرا ومصدرا مهما للعديد من المعلومات والتساؤلات، فلم تنته حكايته بعد، فمقتله كان البداية فهل نرى لوكيربى جديد، أم تحولات إستراتيجية في مستقبل العالم العربي، ومن الرابح والخاسر، فلننتظر ونرى ماذا ستحمل الأيام القادمة من مفاجآت!
Dreemstars@gmail.com

الجريدة الرسمية