رئيس التحرير
عصام كامل

«أعز الولد مش ولد الولد».. حفيد ينهي حياة جدته بطعنات غادرة من أجل «شمة هيروين».. زوج الضحية: أبوه طرده وهي أصرت تعالجه.. قتلها وأنا بره وسرق الدهب والفلوس.. وقطع ودانها عشان ياخد

فيتو

في صباح اليوم الأول من الشهر الجارى، استيقظ «محمود» 27 سنة، عاطل، من نومه غاضبًا، يمزق جسدة ويشد شعره ويعض أنامل يده من أجل جرعة المخدرات التي اعتاد تناولها يوميًا، حاول جاهدًا جلب أي مقتنيات بداخل غرفته ليبيعها لإكمال ثمن الجرعة.


لم يكن أمامه سوى إجراء مكالمة هاتفية مع "صديق الكيف" لطلب الجرعة اللازمة حتى ينقضى يومه بخير، قائلا له: «محتاج جرعة هيروين بسرعة دماغى هتنفجر»، ليتفاجأ برد غير متوقع منه، «ادفع الفلوس اللى عليك الأول وهديك اللى عاوزه بعد كده».



فقد الوعي
راح يخبط رأسه في حائط غرفته حتى سقط مغشيًا عليه، وبعد دقائق استعاد وعيه وأخذ يدبر كيف سينهى هذا الصداع اللعين، تذكر حينها أن جده يمتلك مبلغًا من المال بداخل دولاب غرفته ليتنهز فرصة عدم تواجده بالمنزل ويتسلل تجاه الغرفة لينفذ فكرته الشيطانية، إلا أنها باءت هي الأخرى بالفشل حينما فوجئت جدته بحفيدها وهو يمسك بين يديه أموال زوجها، فحاولت منعه.

تنفيذ الجريمة
لم يكن أمامه سوى إنهاء حالة الجدل التي قامت بينهما، فتعدى عليها بالضرب حتى سقطت مغشيًا عليها، وأخذ يبحث هناك وهناك عن كافة ممتلكاتهما، حتى عثر على مبلغ مالى آخر 50 ألف جنيه وبعض المشغولات الذهبية، ولكن كان للقدر رأى آخر، ففور خروجه من المنزل فوجئ بجدته تدندن «عملنالك ايه يا محمد علشان تعمل فينا كده، دا احنا بنحبك ومبنبحلش عنك حاجة»، لم يتحكم حينها في نفسه فتجرد من كافة مشاعره، ووجه لها عدة طعنات حتى فارقت الحياة.

لم تنته جريمته بعد بالقتل فقط، بل قطع أذنها لسرقة قرطها الذهبى، وخرج سريعًا من المنزل وفر هاربا ليختبئ في مكانه المفضل ليتناول جرعة المخدرات.


جثة هامدة
رجع جده من مكتب الأحوال الصحية عقب استخراج أوراق للمتهم، وصعد السلم حتى وصل شقته في الطابق الخامس، وبعد وصوله إلى الباب طرقه ليجده مفتوحا، دخل وجلس على الأريكة خلف باب الشقة ليلتقط أنفاسه، ثم نادى على زوجته ولكن لا صوت لها في الشقة، قام ليبحث عنها وعند دخوله غرفة نومه، شاهدها مسجاة على السرير غارقة في دمائها، توجه إليها مسرعا احتضنها محاولا إفاقتها ولكنها كانت فارقت الحياة، ظل يصرخ بأعلى صوته والدموع تسيل على وجهه حزنا على فراقها وما أصابها.

بكاء هستيري
صعدوا أولاده إلى شقة والدهم مسرعين وعندما شاهدوا والدتهم غارقة في دمائها انتابتهم حالة بكاء هستيري فأبلغوا الشرطة، وظلوا يبحثون عن المتهم دون جودى، وصل رجال المباحث واستمعوا لأقوال الشهود، وأيقنوا أن حفيدها هو وراءه ارتكاب الواقعة.

تتبع التليفون
ظل رجال المباحث يبحثون عن المتهم ولا أثر له، ورصدت متابعة هاتفه المحمول تواجده بالإسكندرية، خرجت مأمورية من رجال مباحث الجيزة بالتنسيق مع مديرية أمن الإسكندرية، تم ضبطه داخل شقة مستأجرها وتبين أنه دفع قيمة إيجار ٣ شهور مقدم، وعثر بحوزته على ٣ آلاف جنيه وبعض المشغولات الذهبية، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.

"فيتو" انتقلت لمكان الواقعة بالدور الخامس في العقار رقم 76 بشارع السياحة بمنطقة الهرم الجيزة، ورصدت مسرح الجريمة.


داخل الشقة يجلس "أبو وحيد" 82 سنة، ماسكا مصحفا يقرأ به والدموع تسيل على وجه حزنا على فراق زوجته، يقول: "حسبى الله ونعم الوكيل قتل الغالية عليا البيت من غيرها مظلم وكئيب، قتل الروح اللي كانت تساعده وتعالجه عشان يعود إنسان".

مدمن
وأضاف، أن "والده طرده من البيت منذ فترة بسبب إدمانه المخدرات، لكن المجنى عليها قلبها أبيض عندما اتصل بها أحد الأقرباء ليخبرها أن حفيدها مصاب بكسر في قدمه ولا يوجد أحد ليسعفه، نزلت من البيت بسرعة لإسعافه "أعز الولد ولد الولد"، أخدته إلى طبيب وعالجت له كسر قدمه وعادت به إلى شقتها".

ونشبت مشادة كلامية والد المتهم والضحية لاعتراض الأول على تواجد ابنه في المنزل وقال حينها "ده مدمن مينفعش يعيش معانا أنا متبري منه"، لكن الضحية تمسكت بحفيدها، ووعدت بأنها ستعالجة، ولن تتخلى عنه. 

تكاليف العلاج
توقف ليلتقط أنفاسه ويمسح دموعه بقطعة قماش أخرجها من بين طياته، ثم أكمل حديثه بنبرة حزينة: تحدت البيت كله علشانه، وظلت ترافقه أثناء ذهابه إلى المستشفى، قبل الحادث طلبوا مننا بطاقته أو شهادة ميلاده لإنهاء إجراءات حجزه بمستشفيات معالجة الإدمان، وبرغم تجاهل والده له تكفلت بعلاجه ولم تتردد عن دفع جميع مصاريفه، قائله: "حتى لو اضطريت أبيع العباية اللى عليا هبيعها علشانه".




غارقة في الدماء
وأكمل زوج الضحية: "قتلها وسرق كل حاجة ولم يكفيه كل ما أخذه راح قطع أذنيها حتى يأخذ حلقها". 

وتابع: "يوم الحادث أيقظتنى من النوم لأداء صلاة الفجر في المسجد، بعد عودتى طلبت منى أن يستخرج شهادة ميلاد جديدة للمتهم من مكتب الأحوال المدنية حتى تنتهي من تجهيز الفطار، وبالفعل توجهت إلى مكتب البريد لأحجز مكانا، وعندما انتهيت من استخراج الشهادة، رجعت للبيت لأفرح زوجتى أنى أنجز طلبها، عند فتح الشقة ظليت أنادى عليها لكن لا أحد موجود، افتكرتها نزلت تشترى طلب.. توجهت إلى غرفة النوم لتغيير ملابسى شاهدها على السرير غرقانه في دمها وبجوارها "سكين".


فارقت الحياة
بصوت حزين أكمل الزوج الباكي: "جريت عليها لأنقذها ولكنها فارقت الحياة.. قتل الطيبة.. حسبى الله ونعم الوكيل، كان أخذ الفلوس ومقتلهاش ربنا موجود وعالم باللى احنا فيه، بسببه منعت أشقاءه من الدخول عندى في الشقة رغم أنهم أحسن منه مليون ألف مرة، بس أنا مش مستحمل كأنى في كابوس وعايز أصحى منه مش مصدق اللى حصل".
الجريدة الرسمية