رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الزئبق الأحمر.. حكاية الوهم الكبير.. استخدامه في تصنيع النووية أبرز الأوهام.. إعادة الشباب أكذوبة..داعش أبرز الموهومين.. زاهي حواس يوضح الحقيقة.. وحملات توعية ضمن القائمة

فيتو

اشتهرت مادة الزئبق الأحمر في القرن العشرين، ويرجع هذا السبب إلى اعتقاد الكثير أنه يستخدم في تصنيع الأسلحة الفتاكة والقنابل النووية، وأيضا يزعم البعض بإمكانية استغلاله في العمليات الروحية الخاصة بالجن كغذاء لهم، كما يتردد كثيرا على الأسماع قدرته تلك المادة على إعادة الشباب للإنسان مرة أخرى.


ملايين الجنيهات
ويجري الكثير وراء هذا الوهم لبيعه بملايين الجنيهات، فقد تمكن ضباط وحدة مباحث قسم شرطة النزهة من ضبط 6 أشخاص أمام مسجد الصديق بمساكن شيراتون، بحوزتهم أمبول به مادة يدعون أنها زئبق أحمر، بقصد التصرف فيها بالبيع مقابل 25 مليون جنيه.

شائعات استخدامه
ووفق لكثير من المزاعم أن الزئبق الأحمر يستخدم في تصنيع القنابل النووية، كما يتم استغلاله في تخصيب مادة اليورانيوم، وأيضا ذكرت صحيفة روسية عام 1939 أنه يستخدم في التهرب من أجهزة الرادار بطلاء المعدات بمادة الزئبق الأحمر، فضلا عن استخدامه في تحضير الجن، وتحنيط أجساد الفراعنة، بالإضافة إلى اعتقاد البعض أن الزئبق الأحمر يستخدم كعلاج يشفي المرضى من عدة أوبئة، وهو ما نفته كافة الدراسات العلمية.

تاريخ المصطلح
وذكر مصطلح «الزئبق الأحمر» علميا لم يأت إلا عام 1979، أما في الإعلام فلم يتم استخدام اسم الزئبق الأحمر إلا في آواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، حيث تم تداول شائعات غربية تتحدث عن المادة باعتبارها سلاحا يشبه القنبلة النووية أو مادة يتم استخدامها في صنع القنبلة النووية، ولم يحدث أن ذكرت وسائل الإعلام السوفيتية أو الغربية أي شئ عن وسيلة استخراج المادة الخارقة الخرافية.

ولم يكن له علاقة بالاكتشافات الخاصة بالمومياوات والتوابيت المصرية بل كان على سبيل حرب الدعاية بين أمريكا والاتحاد السوفيتى في الحرب الباردة بحسب مجلة «نيو ساينتست» في أعدادها في فترة الثمانينات، والتي كانت تتحدث عن علاقة الزئبق الأحمر بصنع أسلحة نووية، لكنها ظلت وسيلة تخويف متبادلة بين الجانبين.. لكن الشائعات في العالم العربى أخذت شكلا آخر منها أن الزئبق الأحمر يتم استخدامه في تحضير الجن.

علاقتها بالقنابل النووية
وفى 1994 نشرت القناة الرابعة البريطانية فيلم وثائقى يفترض أنه يكشف أسرار سوفيتية نووية باسم Trail of Red Mercury and Pocket Neutron، وبعد عام واحد من نشر تقرير بصحيفة «برافدا» الروسية يدعى أن مذكرات سرية تم تسريبها عن الاتحاد السوفيتى المنهار تتحدث عن أن أمريكا تملك مادة خارقة يتم استخدامها في تصنيع قنابل نووية وصواريخ توجه نفسها نحو الهدف.

العمليات الإرهابية
عاد الحديث عن الزئبق الأحمر مرة أخرى عام 2015، ونشر تقرير عنه في الصفحة الأولى لمجلة «نيويورك تايمز» يكشف أن حتى تنظيم داعش كان يعتقد أن المادة حقيقية وكان يبحث عن وسيلة امتلاك الزئبق الأحمر لصناعة السلاح، وبحسب التحقيق فإن أحد المخبرين ويدعى أبو عمر كان يعمل لصالح عدة مجموعات إرهابية في سوريا منها داعش، كشف للجريدة أنه كان وسيطا لجلب أسلحة، وأن قيادات في التنظيم الإرهابى أعلنوا استعدادهم لدفع 5.5 مليون دولار مقابل كل وحدة من الزئبق الأحمر يكون شكلها مثل الصور التي أرسلوها لأبو عمر في رسالة على واتس آب.

وعندما شاهد مراسلو نيويورك تايمز الصور اتضح أنها مأخوذة من على الإنترنت، وبعضها كان في تقرير لوكالة جيهان التركية التي كانت نشرت خبرا عن قدرات غير معقولة للزئبق الأحمر بدون أي مصادر، واختتموا التقرير بأنه مجرد أكذوبة كبيرة.

الزئبق الأحمر والفراعنة
العالم الآثري، زاهي حواس، أكد على أنه لا يوجد ما يسمى الزئبق الأحمر وهو عبارة عن وهم، مشيرًا إلى أن الناس اعتقدت أن مادة التحنيط، التي خرجت من إحدى المومياوات لرئيس الجيوش في الأسرة السابعة والعشرين، ووضعتها الحكومة في زجاجة هو الزئبق الأحمر، ولكنه اعتقاد خاطئ تمامًا، مشيرا إلى أن كل ما يتعلق بالزئبق الأحمر كذب، ووهم وتضيع فيه أرواح الكثير عن طريق التنقيب عنه.

حملات توعية
استخدامات الزئبق الأحمر أصبحت اعتقادا راسخا رغم أن كافة المؤشرات تأكد على أنه أكبر أكذوبة، لذلك حاول الكثير الوقوف ضد تلك الشائعات، أبرزهم حملة Campaign against Red Mercury أو الحملة ضد الزئبق الأحمر، والتي أنشأت موقعا إلكترونيا يوثق الحوادث التاريخية التي تم الترويج فيها للزئبق الأحمر سواء كمنشط جنسي أو وسيلة لتحضير الجن أو سلاح نووى.

وقال مؤسس الحملة «مايكل بي مور»، إنه أنشأ الحملة بعدما كتب في عدة مناسبات عن أشخاص تعرضوا للقتل في محاولة استخراج الزئبق الأحمر من مناجم، والبعض كان يبحث عنه في مواد متفجرة، رغم أنه لا وجود له، وأشار إلى أن الهدف من الحملة ليس مجرد إعلان على الإنترنت أو توثيق لحوادث النصب والمآسى الخاصة بالخدعة، بل أيضا لتقديم نصائح حول كيفية الرد على هذه الخدعة، وما يجب أن يقوم به الفرد إذا عرض عليه أحدهم شراء أي مادة قيل أنها الزئبق الأحمر.

Advertisements
الجريدة الرسمية