رئيس التحرير
عصام كامل

«شنهور» بقوص.. حكاية معبد سرقوا آثاره وتركوه مأوى للخفافيش والأشباح

فيتو

في مركز قوص جنوب محافظة قنا، يقع معبد شنهور الذي حوله ناهبو التاريخ وسارقو الآثار إلى مكان تسكنه الأشباح والخفافيش، بعد سرقة أغلب محتوياته.


وشهد المعبد الذي يحتوي على سرداب يمتد إلى معبد دندرة بمدينة قنا، وسرداب آخر يؤدي إلى معبد قفط جنوب المحافظة، واقعة سرقة شهيرة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتم تقديم عدد من المتهمين في القضية إلى المحاكمة.

وسرد منصور أحمد، أحد الأهالي، واقعة هدم سور المعبد عام 2008 لسرقته، وقال: "تمت سرقة مجموعة كبيرة من الآثار، أيام حكم "مبارك"، وكنا نسمع عن زيارات ليلية لأحد المتهمين بالتنقيب عن الآثار الذين يقومون بإحضار البخور المغربي والزئبق الأحمر وغيرها من أدوات الحفر".. وكان هناك شيخ معروف في الصعيد يتم الاستعانة به، يدعى الشيخ "ك.ك"، وكانت خدماته مقصورة على الشخصيات المهمة التي تنقب عن الآثار في الصعيد، وبخاصة في المعابد.. الأمر الذي كان يحتاج إلى طقوس معينة".

وأكد أحد الخفراء الذي عمل على مدار 30 عامًا في هذا المكان، أنه يوجد حراس لهذه السراديب والكنوز، وهم حراس من غير البشر، مثل الثعابين والعقارب، على حد قوله.

وسرد قصة أحد الخفراء الذين قاموا بالتنقيب والحفر بحثا عن الآثار، وبعد فترة عثر على جثته قرب مدخل هذه السراديب، مشيرا إلى أن المعبد تحول إلى وكر لتجار الآثار الكبار "المافيا"، الذين نهبوه، ومعروف أن المنطقة التي يقع فيها هذا المعبد عائمة على الآثار.

وأكدت مصادر أثرية، أن المعبد يرجع تاريخه إلى العهد الروماني، ويقع على مقربة من معبد قفط، ومن الجائز فعلًا وجود سرداب في هذا المكان يؤدي إليه، لكن الدارسين والباحثين والبعثات الأجنبية توقفوا منذ فترة عن العمل منذ اندلاع ثورة يناير.

وأوضح أبو الحسن يحيى، أحد الأهالي، أن هذا المعبد لم يقم بزيارته وزير أو أي شخصية عامة حتى المحافظين بقنا على مدار تاريخهم لم يزوروا المعبد على الرغم من أهميته الأثرية الكبيرة، مطالبًا بفتح تحقيق في سرقة ونهب هذا المكان الذي تحول بفعل الإهمال إلى مكان تسكنه الأشباح والخفافيش، فضلًا عن عوامل التعرية وارتفاع منسوب المياه الجوفية الذي تسبب في تلف بعض النقوش الموجودة على جدران هذا المعبد، ومع ذلك فإن سرداب الذهب المدفون لا يزال يحمل الكثير من الأسرار.

وأشار إلى أن البعض كان يردد حكايات وروايات عن زيارات السيارات السوداء، وتدخل في أوقات بعينها، ولا أحد يعرف عنها شيئًا حتى يتمكن مستقلوها من إنهاء مهمتهم بسلام، وبعدها تخرج تلك السيارات من طرق جبلية وعرة حتى لا يراها أحد.

وأضاف أن وزارة الآثار اكتفت فقط بوضع خفراء دون سلاح لا يمكنهم مقاومة لصوص الآثار، وهذا الأمر منح الفرصة الأكبر لتجارة الآثار التي يعتبرها البعض "تجارة الكبار والصغار".
الجريدة الرسمية