رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سناء البيسي تحكي كيف تزوج عدو المرأة

الأديب توفيق الحكيم
الأديب توفيق الحكيم

عاش سنوات طويلة عازفا عن النساء، بل اشتهر عنه عداوته للمرأة حتى أطلقوا عليه لقب "عدو المرأة".


لم يعترض يوما على هذا اللقب، فكانت تهمة لم يسع إلى تبرئة نفسه منها، لكنه ما إن شعر أن قطار العمر سوف يمضي به دون شريكة تقاسمه مشوار العمر وتعطيه دفء الأسرة، حتى بدأ يبحث عن عروس، لكن من ترضى بأن تكون زوجة لعدو المرأة؟

وفي مجلة نصف الدنيا عام 2001 كتبت الصحفية سناء البيسي تحكي قصة زواج الأديب توفيق الحكيم وفق ما رواه لها.

وقال الحكيم: "لبثت الأعوام أبحث حتى بلغت الحهولة دون جدوى، فمنذ شبابي وأنا فوق رأسي لافتة مكتوب عليها "عدو المرأة"، إلى أن كاد ينحدر بي العمر إلى الحد الذي يحتم اتخاذ قرار في أمر الزواج قبل أن يفوت الأوان".

وتابع: "استخرت الله، وقمت أسال وأبحث فإذا الأبواب كلها تغلق في وجهي.. أنا الذي كنت محل ترحيب العائلات وأنا وكيل نيابة، علمت أن وصف عدو النساء قد أخذ على سبيل الجد، وما من فتاة تسمع باسمي حتى تقول: أعوذ بالله إياكم أن ترموا بي إلى عدو المرأة هذا، كل امرأة كانت تتصور أني وحش وسيأكلها، إلى أن جائني ذات يوم صديق عزيز متطوع رثى لحالي، وصمم على أن يجد لي عروسا بأى طريقة".

وأضاف:" وأخيرا اختار لي الله، فقد كان لي تلميذ قريب مني قابلته في الطريق إلى سينما مترو، وكانت في ذراعه سيدة في الثلاثين ظننتها زوجته، فقال إنها أخته وهي مطلقة.. أما هي فاهتماماتها القراءة ودراستها فرنسية، وكانت من قارئات مجلة الرسالة".

وأردف:" فاتحت شقيقها في أمر الزواج منها فرحب بالطبع، وتزوجت زواجا عقليا محضا لرجل ناضج يريد أن يؤسس بيتا في ظروف خاصة به كفنان، وضعت شروطا قاسية: أن لا تمس حريتي المطلقة، ألا يشعر أحد أني متزوج، حتى أنا لا أريد أن أشعر أني هذا المتزوج، الزوجة لا تظهر معي في أي مجتمع ولا في أي نزهة، ولا أستقبل أصدقائي في بيتي، تمنع عني كل ما يطلبه مني الآخرون".

واستطرد الحكيم قائلا:" وكان أول مطلب لي في الجهاز سريرين وحجرتين منفصلتين ليتجدد الشوق، فالقريب لليد باستمرار تعافه النفس بعد فترة، الزواج عندي سجن بلا أسوار؛ لأن الثمن أثمن شيء عندي هو حريتي. كنت في الخامسة والأربعين، وكنا مجموعة من الأصدقاء العزاب كلهم في سني أنا ومحمد التابعي وأحمد الصاوي محمد ومحمد عبد الوهاب".

وواصل: "نبتت فكرة الزواج عندنا في وقت واحد، وكنت أسكن في شقة واسعة من ست غرف وحيدا في جاردن سيتي لكنها بغير زوجة، وأيقنت أن الشقة بغير زوجة مثل طبق الفول بغير زيت أو زبدة، بدأت الحياة الزوجية وبدأ معها الحنين إلى حياة العزوبية رغم أنها حفظت لي حريتي المطلقة سنوات، كانت توصلني إلى الباب عند مغادرتي المنزل بقبلة، لم تسمع مني كلمة حب، إلى أن وصلت إلى الاقتراب من حكمة الله في الآية التي تقول: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة".

واختتم الحكيم روايته عن الزواج: "حقا أن الذي بيننا هو المودة والرحمة، فقد أعطتني السعادة والدفء وعزوة الأولاد".
Advertisements
الجريدة الرسمية