رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح قبضايا يكتب: هيكل يمنع حضور الصحفيين

صلاح قبضايا
صلاح قبضايا

في مؤلفه "اعترافات صحفية " كتب الدكتور صلاح قبضايا مقالا قال فيه:

شهد شهر أكتوبر 1967 حدثا أعاد إلينا بعض الثقة بعد هزيمة يونيو، عندما قام سرب لنشات صواريخ بحرية بإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات أمام شاطئ بورسعيد التي جاءت لتحتل بورفؤاد.

وصدرت الأوامر إلى سرب لنشات الصواريخ البحرية بالتحرك وإطلاق الصواريخ عليه وتحقق ذلك واشتعلت النيران في المدمرة وغرقت في لحظات.

كان علينا بعد ذلك أن نسارع إلى لقاء أبطال البحرية الذين قاموا بالمهمة، وتلقينا دعوة القوات المسلحة بلقاء الأبطال في اليوم التالى بمبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بمدينة نصر.

كنت قبل الموعد أمام مبنى القيادة داخل سيارة أخبار اليوم، ورفض الحارس القائم على بوابة المبنى دخولنا قائلا: إن التعليمات التي لديهم هي السماح لسيارة الأستاذ محمد حسنين هيكل فقط بالدخول، كان ذلك يعنى أن الأبطال وصلوا من بورسعيد، وأن أحدا لن يلقاهم سوى الأستاذ، ووصلت سيارة محرر جريدة الجمهورية، وأبلغ أن الأوامر صدرت بأن يقتصر اللقاء الصحفى على الأستاذ وحده.

اتجهت لمبنى المجموعة المختصة بشئون الصحافة في المخابرات، وعلمت أن الأبطال سيغادرون القاهرة فورا إلى الإسكندرية في إجازة للراحة.

وحصلت على تصريح إجراء حوار صحفى معهم في الإسكندرية، بعد موافقة المخابرات الحربية على الميعاد والمكان، وكان الجميع متحمسا لمنع احتكار الأستاذ للقاء الصحفى مع هؤلاء الأبطال.

وسافرت إلى الإسكندرية ومعى المصور، وتم اللقاء مع الأبطال وتصويرهم بملابس الميدان، وبدأت في إملاء الموضوع تليفونيا من مكتب الإسكندرية وأصر موسى صبرى ـــ رئيس التحرير ـــ على أن يتولى بنفسه ذلك، وكنت أملى الموضوع من الذاكرة، فلم يكن هناك وقت للكتابة، كما كان موسى صبرى يرسل فقرة فقرة إلى الجمع، وزميلنا فاروق الشاذلى يتابع وصول الصور والأفلام وبروفات الموضوع للحصول على تصديق بالنشر.

تحقق النجاح بفضل تعاطف الجميع ضد احتكار الأستاذ، وحصلت على عشرين جنيها مكافأة على ما بذلته من جهد.
الجريدة الرسمية