رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح قبضايا يكتب: تلميذي أصبح رئيسي

صلاح قبضايا
صلاح قبضايا

في مؤلفه «اعترافات صحفية» الذي يضم مذكراته كتب الدكتور صلاح قبضايا في أحد فصوله مقالا يقول: عانت زوجتى وابنتى من الإقامة في الرياض، لم يكن مسموحا للمرأة أن تذهب بمفردها إلى السوق لأنها لا تستطيع ركوب سيارة تاكسى بدون وجود محرم، ولم نجد في الرياض ما نجده في المنطقة الغربية حيث تسهل الحياة في جدة كثيرا ويسهل أكثر تحرك النساء في مكة والمدينة.


وهذا أدى إلى قبولى العمل في لندن.. جاء ذلك عقب زيارة الأستاذ عماد الدين أديب لنا في منزلنا بالرياض، كان عماد أديب يرأس تحرير مجلة "المجلة" التي تصدرها الشركة السعودية للأبحاث والتسويق وهى شركة بريطانية مقرها لندن وكان يرأس مجلس إدارتها الأمير سلمان بن عبد العزيز ويشارك فيها الأخوان هشام ومحمد على حافظ.

فوجئت بصوت عماد أديب يخبرنى بوجوده في مهمة وأنه يريد زيارتى في البيت، قدم لى عرضا مثيرا للعمل معه في لندن كنائب رئيس تحرير للمجلة التي يرأسها.

وبقدر ما رحبت زوجتى بهذا العرض متطلعة إلى حياة مختلفة في القارة الأوروبية، بقدر ما كان تحفظى، كان عندى تحفظات لقد كنت أخشى على ابنتى من المجتمع البريطانى وقيم الغرب التي تتعارض مع قيمنا الأخلاقية والدينية، كما كنت أتخوف من طبيعة العمل الصحفى في بريطانيا الذي يستغرق النهار بأكمله مما يحول دون رعاية أسرتى.

والتحفظ الثالث والأقل أهمية هو أن الإنفاق في أوروبا لا يتيح لنا الادخار المتاح في الرياض، أما زوجتى فقد تخوفت من صعوبة ما سألاقيه نفسيا عندما أعمل مرؤوسا للأستاذ عماد أديب الذي توليت أول تدريب له على العمل الصحفى في جريدة صوت الجامعة وكنت أضع درجات التدريب العملى له.

وتساءلت زوجتى عن كيفية تعاملنا معا في الوضع الجديد الذي جعل تلميذى يصبح رئيسى، وأكدت لها أن ذلك قد يكون مصدر سعادة لى على عكس ما تظن  وأن طبيعة العمل الصحفى تختلف عن غيرها.

وأعترف أننى سعدت كثيرا بالعمل مع عماد أديب الذي كان ينادينى بلقب دكتور في حين أنا أناديه باسمه المجرد وهو رئيسى الذي يوافق على إجازاتى ويكافئنى ويكلفنى بما يجب أن أقوم به ويقدره ويقيمه. وقد كنت سعيدا بذلك إلى حد أننى رفضت منصب رئيس تحرير مطبوعة جديدة للشركة وقلت أننى أفضل البقاء مع عماد أديب إلى أن ترك عماد المجلة فتوليت رئاسة تحرير «المسلمون».

الجريدة الرسمية