صلاح قبضايا يكتب: عندما اعترف وزير التعليم بالفشل

التقاليد المتبعة في اجتماعات المجالس القومية المتخصصة تلتزم بعدم التصفيق لأي من المتحدثين أو المشاركين في مناقشة تقاريرها.

ولولا ذلك لصفقتُ لوزير التعليم العالي وهو يعلن في اجتماع المجلس القومي للتعليم عما فشل فيه.

وقد تجلت شجاعة الوزير عندما أعلن في هذا الاجتماع عن فشل أجهزته في مواجهة السلبيات السائدة في الجامعات وأزمة الدروس الخصوصية ومشكلة الكتاب الجامعي.

لقد اتفق المجتمعون مع الوزير على أن انتشار الدروس الخصوصية في الجامعة خاصة كليات الطب وبعض الكليات العملية هو كارثة تصل في رأينا إلى حد الفضيحة.

كما اعترف الوزير بفشله وفشل أجهزته في مواجهة ما يسمى الكتاب الجامعي، وهي بدعة لم تعرفها الجامعات من قبل، وقد ألقى الوزير أسباب الفشل على الأساتذة دون أن يتنصل من المسئولية وقال:

 
إن عدم وجود الأساتذة لأوقات كافية في الجامعات الحكومية من أهم أسباب الدروس الخصوصية، استنادا إلى ضعف العائد المادي للأستاذ وجريا وراء العمل الإضافي، وهي الأسباب ذاتها وراء قيام الأساتذة بطبع ما يسمى بالكتاب الجامعي، وهو بدوره بدعة أخرى في الجامعات المصرية التي يفترض أن الطالب فيها يعتمد على المراجع وعلى الاتصال المباشر مع الأساتذة.
وعندما عرض الوزير على الأساتذة وضع مذكرات ومحاضرات على الإنترنت مقابل مكافأة مناسبة، رفض الأساتذة جميعا هذا الاقتراح، وأكد أحدهم أن العائد المالي من الكتاب الواحد لا يقل عن عشرين ألف جنيه، وأن ذلك يتجدد بصورة دورية.

وقال الوزير إن الطلاب يقبلون على الدروس الخصوصية ويتسترون على أصحابها إلى حد أنهم شهدوا كاذبين أمام مجلس تأديب لصالح أحد أعضاء هيئة التدريس تم ضبطه متلبسا في درس خصوصي، ونفوا التهمة عنه.. ولا تزال المهزلة مستمرة، ونسأل الله العافية لنا وللوزير.