عبد الحليم حافظ: «سمراء».. قصة من خيال الشاعر

سمراء يا حلم الطفولة.. يا منية النفس العليلة
كيف الوصول إلى حماك.. وليس لي في الأمر حيلة
وسيلتي قلب به مثواك.. وإن عزت وسيلة
فالترحمي خفقاته لك.. واسمعي ترتيله
قلب رعاك وما ارتضى.. في حبه أبدا بديله
سمراء يا أمل الفؤاد.. وحلمه منذ الطفولة
هذه الكلمات أغنية كتبها الأمير عبد الله الفيصل ولحنها الموسيقار كمال الطويل وغناها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

وفي حوار إذاعي في برنامج "اخترت لكم" قدمه الإذاعي علي فايق زغلول بالإذاعة عام 1955 بعد النجاح الذي حققته الأغنية قال عبد الحليم عن أغنية سمراء:
الأغنية فيها صورة موسيقية وغنائية جميلة، وكاتبها الشاعر الأمير عبد الله الفيصل عندما أعطى القصيدة للموسيقار كمال الطويل ليُلحنها قال له: أنا متخيل وأنا أؤلف القصيدة أن هناك قافلة تسير وكلها تغني "سمراء" وهذا الصوت أسمعه من أعماقي ثم أسمع واحدا منهم يقول "سمراء يا حلم الطفولة يا مُنية النفس العليلة" وأرى أن هذه القصيدة قصة من خيال الشاعر وكان من الممكن عرضها على مسرح بشكل غنائي.

وكتب الأديب إحسان عبد القدوس في مجلة روز اليوسف في الوقت نفسه عن سمراء يقول: حضرت أغنية سمراء وهي لا تزال جنينا في علم الغيب.. وهي لا تزال معنى يتردد بين عيني الأمير عبد الله الفيصل ثم أصبحت كلمات حائرة بين شفتيه، ثم سمعت لحن سمراء وهو مجرد همهمات يطلقها كمال الطويل ثم تلقفه عبد الحليم حافظ، وعندما استمع إليها أحس بشيء غير مجرد الطرب.