فكري أباظة يكتب: مطربة يجب أن تبحث عنها الحكومة

في مجلة الكواكب أغسطس عام 1946 كتب فكرى أباظة رئيس تحرير مجلة المصور مقالا يطالب فيه الحكومة بتبنى صوت نجاة الصغيرة قال فيه:
ذهبت ليلة إلى الإسكندرية لأقضى سهرة لذيذة مع شكوكو وثريا حلمى، وما إن أخذت مقعدى حتى فوجئت بظهور تخت كبير وصبية صغيرة لا يزيد طولها عن 40 سم وسمعت أنها مطربة المستقبل وخليفة أم كلثوم.

حدقت بنظارتى فوجدت شيئا يرتدى فستان سواريه كأم كلثوم تماما وتقبض أنامل هذا الشئ على منديل أحمر: أم كلثوم تماما. وعندما بدأ التخت تميزت غيظا أتغنى هذه الفتاة أغنية سلوا قلبى أقوى ما نظم شوقى بك وغنت أم كلثوم.

ولم أفق من دهشتى إلا والبنت تغنى بقوة لا نشاذ ولا لعثمة والقاعة تضج بالتصفيق. استشرت من حولى فوجدت إعجابا شديدا بها إلى أن وصلت الفتاة إلى كوبليه: وما نيل المطالب بالتمنى.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

خرجت من الحفل ولجأت إلى الأستاذ محمد عبد الوهاب وقلت له: اذهب واسمع هذه النجاة وطمنى على ذوقى وفنى. وذهب نابغة الشرق وجاء وهو مدهوش وقال: الصبية الصغيرة لا تخرج عن الواحدة أبدا، موسيقية درجة أولى، إحساسها مرهف وأذنها سليمة جدا تجاهد وتكافح ولكن لا تنجدها القوة الجسدية والتعليمية والتدريبية. ويجب أن نلفت إليها نظر وزارة الشئون لأن السهر حتى الصباح يرهقها بكثرة الغناء.

هذه هي تحفة المستقبل فهل نتركها ولا نقبض عليها لنعدها للمستقبل الزاهر الذي ينتظرها. روى لى عبد الوهاب أنه حين ظهر وهو صغير مع الأستاذ عبد الرحمن رشدى أن ثار أحمد شوقى بك حين سمعه ولجأ إلى حكمدار القاهرة ليحول دون ظهوره على المسرح وادخاره إلى المستقبل واحتضن معهد الموسيقى محمد عبد الوهاب الصغير حتى أصبح ملء السمع والبصر والقلب. 
وهذه الفتاة في خطر.. فمن يتقدم للإنقاذ.