رئيس التحرير
عصام كامل

حديث الحب


الحب يحدث طواعية ليس فيه قرار لكنه اختيار، الحب مجالسة مشاركة، ومساحة من الأفكار والمشاعر يتم تبادلها، الحب ونس بوجود كل شخص بالنسبة للآخر، الحب أن تتكلم وتسمعه، أن يهتم لما تقول وأن يجيبك، الحب استنساخ سلطوى للخوف عليك والاهتمام بك كلك، الحب ألا تمل حديثه والحديث إليه، الحب أن تكن كلماته إليك شبه دستور تعتنقه وتتذكره..


الحب يبحر في حاجة كل منكم للآخر بشغف غير مدفوع بهدف، الحب أن تستشغف باللعب معه وتعلمه ألعابك، وأن تسرد إليه كثيرا من الأساطير التي اغتويت بها، الحب ألا تقبل غيابه، ولا تنساه مهما غاب عنك، الحب بدايات وليس به نهاية، الحب يسمح لك بالاختلاف معه بود لا تخشي منه قطيعة..

الحب يمنحك أن تصالح بشبق وحنين وتدفق، الحب يبقيك صبيا نابض القلب تملك ابتسامة شفيفة، الحب هو تماهى لتأكيد هذا النسيج المشترك الأشبه بمقطوعة موسيقية من عازفين اثنين، الحب أن يظل ساكن حلمك وذاكرتك الفوتوغرافية والحسية، الحب أن ترغب بشدة في الحكي له عن كل ما يلمس وجدانك وأفكارك، الحب يحمل بالتة الألوان كلها ورائحة زهور معينة..

الحب هو أجراس الكنائس التي تسبح بك إلى السماح بغير حدود لأصل المحبة، الحب هو ضحكة تملأ وجهك فتضيع الملامح، الحب هو سياق يخرج النفس من أحمالها، الحب هو أداة تكفير لكل من يحاول اغتياله، الحب هو طعم التوت البرى ببساطة وأنت سعيد، الحب أن تشتاق لذكرى فكرة كانت تنبض، الحب هو اجتماع مغلق تدار من خلاله الأكوان..

الحب لا يحمل أي صراع تصالح أبدى مع الكون، الحب هو نبتة خضراء صغيرة بنت الغابة تحمل رائحة البعث، الحب يكتب أو يرسم أو يقرأ أو يسمع ويغني، الحب رقصة تانجو بغير موسيقي أو عزف، الحب لا يحدث هو حادث بالفعل، الحب ألا تجني ثمارا فالحب ثمار، الحب يعزف موسيقي ويغني طربا، هو حكاء يحكي..

يبحر ويسافر يسهر مغتالا كل شموس الصباحات، الحب يلعب عند النهر ويضحك ويرقص في ميدان الثورة.. الحب دواء النفس المسكونة بالعلم، الحب فريضة لا تتلى إلا لمريديها، الحب أذان  لمؤدى صلوات العشق، الحب شريعة القديسين، الحب فضيلة  تبقى بعد زوال الأكوان..

الحب ميثاق بغير شروط.، الحب لا يمكن تعريفه أو وصفه لكنه يحدث، الحب هو الأسطورة، فالأسطورة هي أبدع صنع الإنسان، هي المسافة بين واقع مرفوض وحلم خارج عن السيطرة، هي ما تحتاجه بالضبط لتكون سعيدا..

إذ استطعت أن تعرف من الذي زيف الحب وأعاقه عن التدفق ستهزم التعاسة. قد خلق الإنسان بفطرة قوية جدا تجاه الحب.. وهذه الفطرة فقط هي سبب سعادته، فابحثوا عن الجاني وأوقفوا هذه الجريمة، فلتأمنوا بفطرتكم السوية الجميلة التي تسبح بجلال خلق الإنسان، فالإنسان ليس نتاج الخطية هو نتاج الحب.. ونتاج خلق قويم عظيم في جماله وقدرته على الاستمتاع، وهي القدرة التي خص الله بها الإنسان فقط دون باقي خلقه..
الجريدة الرسمية