رئيس التحرير
عصام كامل

القومي للتخطيط يصدر دراسة «صناعة الرخام في مصر بين الواقع والمأمول»

فيتو

أصدر معهد التخطيط القومي دراسة بعنوان "صناعة الرخام في مصر الواقع والمأمول بالتطبيق على المنطقة الصناعية بشق الثعبان".

وقالت الدراسة، إن مصر تعد مخزنا لا ينضب من جميع أنواع أحجار الزينة ومنها الرخام والجرانيت والديوريت وأمثاله، علاوة على العديد من الأحجار ذات الشهرة التاريخية ومنها السماق والسربنتين والبريشيا الخضراء والحمراء والألابستر وغيرها الكثير الذي يعد مطلوبًا لكل الأسواق في العالم.


وأضافت الدراسة أن أحجار الزينة من أهم مصادر الثروة المحجرية المصرية وذلك لتنوع مصادرها وأنواعها ولتوافرها باحتياطيات هائلة وتستمد قوة صناعة أحجار الزينة من توافر مقومات عديدة لها منها الشهرة التاريخية، ومقاومتها لعوامل التدهور على مر العصور والموقع الجغرافي المتميز لمصر وقربها من أسواق التصدير وكذلك وجود منطقة صناعية متميزة تحتوي على عدد كبير من مصانع وورش تقطيع وتلميع الرخام والجرانيت وتسمى" بمنطقة شق الثعبان"، التي تستوعب معدلات الإنتاج المحجري الكبيرة، حيث تحتل مصر المركز الخامس عالميًا في أحجار الزينة، وتتوافر التقنيات الحديثة لبعض من المصانع التي تسمح لها بتحقيق معدلات عالية الجودة.

وتتوافر خامات الرخام في مصر بنوعيات وأشكال عديدة لتغطي مساحات كبيرة من صحاري جمهورية مصر العربية، مما يوفر كميات واحتياطيات كبيرة ويتميز الرخام المصري بخصائص جمالية فريدة تؤهله ليحتل مركزًا مرموقًا بين غيره من أنواع الرخام في العالم ولهذا تعد صناعة الرخام من الصناعات المهمة وتتمتع بعوامل إيجابية كثيرة مثل تكلفة العمالة المتخصصة نسبيًا وأسعار طاقة أقل ولذلك فهي صناعة واعدة تعظم من شأن ثروات مصر من هذه الخامات التي تزخر بها مصر لتكون مصدرًا من مصادر الدخل القومي ومنفذًا لاستيعاب الكثير من العمالة في هذا المجال الحيوي.

وتتسم هذه الصناعة بوجود اختلافات كبيرة في التكنولوجيا المستخدمة حسب حجم الشركات سواء أكانت صغيرة أو متوسطة أو كبيرة وهناك أيضًا مدى واسع من الطرق المختلفة التي تستخدم في استخراج الرخام في مصر، تعتمد بعض الشركات على أساليب الاستخراج التقليدية مثل استخدام الديناميت بينما تستخدم شركات أخرى التكنولوجيا المتقدمة في مجال الاستخراج، والشيء نفسه ينطبق على معالجة الرخام حيث تختلف الأجهزة المستخدمة من منشأة، لأخرى حسب مستوى التكنولوجيا.

وأكدت الدراسة أن هناك منافسة تؤثر إلى حد كبير على العرض والطلب في قطاع الرخام، فهناك عدة أنواع من المنافسة منها المنافسة السعرية والمنافسة الكمية، وتمايز المنتجات ثم المنافسة التكنولوجية، وعمومًا كلما ارتفعت جودة المنتج وانخفضت تكلفة الوحدة من الإنتاج زادت القدرة التنافسية للمنتجين من الرخام وأصبح هناك تمايز في الإنتاج، ولتحقيق ما تقدم لا بد من مواجهة المشكلات والمعوقات التي تواجه قطاع الرخام على المستوى الكلى وأيضًا مواجهة المشكلات والمعوقات التي تواجه منطقة شق الثعبان على وجه الخصوص المتمثلة في "مشكلات الخدمات، المشكلات الصحية – المشكلات البيئية – المشكلات الأمنية – المشكلات التسويقية – مشكلات العمالة- المشكلات المالية والتمويلية ثم مشكلات الفساد"، وذلك لتحقيق الجودة في قطاع الرخام على وجه العموم ومنطقة شق الثعبان على وجه الخصوص.

ويتطلب تحقيق ما تقدم اهتمام القيادة السياسية بصناعة الرخام عامة ومنطقة "شق الثعبان على سبيل الخصوص"، وذلك من خلال توجيه الأجهزة المعنية بفتح كل الملفات التي تواجه تحديات هذا القطاع المهم، وهذه المنطقة الثرية سواء في مجال توفير البنية الأساسية بهذه المنطقة أو الحفاظ على البيئة أو توفير المقومات الأساسية لتدعيم القدرة التنافسية لعمليات التصدير وذلك للحفاظ على الاستثمارات الموجودة بهذا القطاع الواعد ولجلب مزيد الاستثمارات المستقبلية، مما سيكون له أثر كبير على خلق المزيد من فرص العمالة والتخفيف من حدة البطالة.

وأفادت الدراسة أننا أمام واقع يحتاج إلى تغيير ملامحه الأساسية، بوضع إستراتيجية واضحة وخريطة متكاملة مستقبلية لمواجهة التحديات التي تواجهه وهي كثيرة لكن يمكن السيطرة عليها، ومستقبل واعد يمكن أن يشكل مصدرًا أساسيًا ورئيسيًا للدخل والعملات الصعبة التي تعد إحدى القوى الدافعة لتحقيق الرفاهية الاقتصادية، وما يعكسه ذلك من تأثير على تحقيق التنمية المستدامة.
الجريدة الرسمية