رئيس التحرير
عصام كامل

كمال الطويل يتهم الأغنية القديمة بالملل

فيتو

في برنامج اخترنا لكم بالإذاعة عام 1956 استضاف المذيع على فايق زغلول الملحن كمال الطويل ليعترف بأنه لا يجيد العزف على العود أو البيانو بالرغم من احترافه مهنة التلحين.

في بداية اللقاء اتهم على فايق زغلول الطويل بأنه لا يطور في موسيقاه ولا يتجه إلى التجديد فرد على كمال الطويل قائلا:
أعتقد أن الطابع الخاص ميزة وليس عيبا بدليل أننا في الأدب نميز أسلوب الدكتور طه حسين عن غيره من الآدباء وذلك لأن له طابعا خاصا، أما مسألة التجديد فالمفروض أنى أساهم مع زملائى المحررين في تطوير الأغنية المصرية، وأظن أن هناك فرقا حاليا بين لحن الأغنية اليوم ولحن الأغنية منذ عشرين سنة.

وحول عيوب الأغنية القديمة قال الملحن كمال الطويل:
يعيبها البطء الشديد والخلط الممل أما الآن فالأغنية العصرية تمتاز بالحركة والجملة السليمة والتسلسل في الحكى من البداية إلى النهاية حتى أصبح لها شكل خاص، كما أنه كان اللحن فيما مضى يوظف لخدمة المطرب إلا أنه الآن أصبح جزءا مكملا للحن الموسيقى.

وحول اتهامه بعدم إجادته وإتقانه العزف على العود قال الطويل: إنني أعزف على العود لكنى لا أجيد العزف وأنا لست بحاجة إلى إتقان ذلك فأنا أرسم خطوط اللحن على البيانو أو العود، وليس مفروضا أن يكون الملحن عازفا ماهرا.

وأضاف أن الملحن قبل التلحين عادة يقرأ كلام الأغنية ويتفهم معناه وهدفه وما إذا كان سيضم فيلما أو إذاعة، ثم يستوعب الجزء الأول أولا ويظل يعيش مع المعانى إلى أن ينطبع اللحن في نفسه شيئا فشيئا، وقد يظل يلحن ثلاثة أشهر حتى يكتمل اللحن في مخيلته، إلا أنه قد يتم إنجازه في ساعة واحدة.

سأله المذيع عن اللحن الذي يطربه فقال: لحن أغنية "ظلمونى الناس" لأم كلثوم، فإنى أشعر براحة نفسية شديدة لسماعه.
أما عن قصة لحن فجاء بالصدفة قال الطويل: هو لحن "دعاء" الذي غنته فايدة كامل، وترجع قصته إلى أننى كنت أسير في الطريق ذات يوم فصادفت جمعا من الناس وبينهم رجل مسن يرفع يده إلى السماء ويقول يا رب فوضت امرى اليك أثرت هذه العبارة الساذجة في نفسى وبدأ اللحن في رأسى، وعندما وصلت بيتى كنت قد انتهيت من تلحين الدعاء.
الجريدة الرسمية