رئيس التحرير
عصام كامل

«فانوس الخيامية».. عندما تعانق دقة الإبداع روعة التنفيذ (صور)

فيتو

في قلب قاهرة المعز حيث درب البرابرة بمنطقة العتبة، تتناثر ورش صناعة فوانيس رمضان، من بينها ورشة تصنيع الفانوس، أيقونة شهر الصيام، ولكن ليس بصورته التقليدية التي اعتادت الأعين رؤيتها، وإنما بأقمشة ملونة ومبهجة كانت عادة تُستخدم في السرادقات في مختلف المناسبات.


إنها أقمشة "الخيامية" التي غزت عالم الفوانيس، في السنوات الأخيرة لتستغل إغلاق الباب أمام استيراد الفوانيس من الخارج، وثبتت أقدامها في عالم صناعة أيقونة رمضان، ليُصبح فانوس الخيامية جزءًا لا يتجزأ من سوق الفوانيس وأحد الأنواع التي تلقى رواجًا بين المحتفلين باقتراب شهر الخيرات.


يُعد فانوس الخيامية مصريًا مائة بالمائة، فالمواد الخام التي يعتمد عليها القائمون على صناعته تأتى من قلب المحروسة، فهو لا يحتاج سوى المقاسات المختلفة من الأسلاك بالإضافة إلى أقمشة الخيامية الشهيرة التي يعود تاريخها إلى عقود طويلة، بالإضافة إلى بعض الأدوات الأخرى المُستخدمة في التزيين.


تبدأ مراحل صناعة فانوس الخيامية بمرحلة "تصميم الهيكل"، فيتم تصميم شكل الفانوس بالكامل من السلك الذي تختلف مقاساته – وبعض الورش تستخدم الخشب- ثم تأتى المرحلة الثانية وهى تجهيز الأقمشة بقص قماش الخيامية بألوانه المبهجة بما يتناسب وحجم وشكل الفانوس، ثم تأتى بعد ذلك مرحلة تغطية الفانوس بالقماش والإكسسوارات، وبهذا يكون الفانوس جاهزًا للبيع.


كانت أقمشة الخيامية في الماضى تقتصر على اللونين الأحمر والأزرق، أما حاليًا فالأمر اختلف، فمع الإقبال على الخيامية في صناعة الفوانيس، ورواجها، تعددت ألوانها فأصبحت هناك أقمشة بالألوان الأخضر واللبني والتركواز والبمبي والبرتقالي، وهى ألوان أصبحت تلفت عين "الزبائن" بجمالها، وبالنسبة لهم فـ "القلب يعشق كل جميل"، فأصبحت هذه النوعية من الفوانيس محببة إلى قلوبهم.


تختلف أسعار فوانيس الخيامية وفقًا لمقاساتها ونوعية الخامات المُستخدمة في صناعة الفانوس، فقماش الخيامية قد يكون من البوليستر أو القطن، وهذا الاختلاف يُحدث اختلافًا في السعر، كما أن تصميم الفانوس يؤثر على سعره، فهناك تصميمات تتطلب جهدًا ووقتًا من الصانع وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على السعر.


عادة ما يكون فانوس الخيامية قطعة ديكور مميزة بألوانه وأشكاله التي توحى بروح شهر الصوم، لذا فإنه يلقي إقبالًا من قبل أصحاب المحال والفنادق، فهو اختيارهم الأمثل لتزيين واجهات محالهم، أو ساحات الاستقبال في الفنادق بألوانه المبهجة، كما يُعد هو الاختيار الأفضل لبعض العائلات العاشقين بتزيين منازلهم بالفوانيس لكى يستشعروا أجواء رمضان.


شكل الفانوس التقليدي ليس هو الشكل الوحيد الذي يمكن تنفيذه بأقمشة الخيامية التراثية، بل هناك أيضًا أشكال أخرى تعبر عن روح رمضان وطقوسه، فهناك عربة ترمس، وطاولة صناعة الكنافة اليدوية والقطايف، كما أن هناك نموذج لمدفع إفطار وعربة فول، بالإضافة إلى كثير من الأفكار التي يحاول أصحاب الورش ابتكارها كنوع من التجديد.


تعمل ورش صناعة الفانوس القماش طوال السنة، ولكن موسم رمضان هو موسم العرض والازدهار، ومع تعاقب المواسم استطاع فانوس الخيامية أن يحجز لنفسه مكانًا بين أنواع الفوانيس الأخرى ليكون بديلًا آمنًا للأطفال، بشكله الجمالى وألوانه المبهجة وبأسعار منافسة.


الجريدة الرسمية