رئيس التحرير
عصام كامل

أبرز حقوق اللاجئين القاصرين في ألمانيا

فيتو
18 حجم الخط

يشكل اللاجئون القاصرون دون صحبة ذويهم تحديًا كبيرًا للسلطات الألمانية، موقع "مهاجر نيوز" بحثًا عن قرب هذه التحديات وكشف عن حقوق هذه الفئة من اللاجئين وكيفية حماية حقوقهم.

يسجل كل لاجئ إلى ألمانيا لم يبلغ 18 عامًا من العمر ودون صحبة أهله على أنه "قاصر دون ذويه"، ويفترق القاصر أحيانًا عن أهله وهو في الطريق إلى بلد اللجوء أو أنه قرر الرحيل بمفرده من بلاده.

وفي ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي هناك إجراءات خاصة متبعة لحماية القصر من البنات أو الأولاد الذين يعيشون بمفردهم في بلد اللجوء.

ماذا لو حدد اللاجئ على أنه قاصر دون ذويه؟
يتمتع الأطفال والقصر في ألمانيا بحقوق العناية الصحية والأمن. وتهتم بذلك دائرة رعاية الشباب "Jugendamt"بهم وتتحمل مسئولية دعم الصغار من دون ذويهم، حتى لو كانوا من اللاجئين. وفي حال اعتبار اللاجئ قاصرًا من دون ذويه، تأخذ هذه الدائرة على عاتقها مسئولية الاهتمام بها، أو به.

أول خطوة تقوم بها الدائرة هي توفير مكان سكن للقاصر، وإن كان للقاصر اللاجئ أقرباء في ألمانيا، ترتب له الدائرة أمر السكن معهم. أما في حال تعذر ذلك فيتم إسكان القاصر مع أسرة حاضنة أو في منزل لاجئين. ويطلق على هذه العملية "Inobhutnahme" وتعني "الأخذ لغرض الرعاية".

تبدأ الدائرة بعد ذلك بخطوة يطلق عليها "إجراءات التوضيح" ومنها، عملية فحص القاصر طبيًا، للتأكد من عمر القاصر. إذ تجرى عملية فحص بالأشعة السينية لمفصل الرسغ والفك وعظم الترقوة، التي يمكن من خلالها تحديد عمر الشخص.

دائرة رعاية الشباب تقيم بعد ذلك مدى تأثير إسكان القاصر على حالته النفسة والجسدية. كل هذه الإجراءات تحدث بعد 14 يوم فقط من اعتبار اللاجئ قاصرًا. وبعدها يُرحّل القاصر إلى ولاية ألمانية أخرى وتتخذ دائرة الأجانب إجراءات تسجيله في السكن الجديد.

ما الخطوة التالية؟
تهتم دائرة دائرة رعاية الشباب بالأطفال والأحداث المسجلين في المنطقة التي تشرف عليها. والخطوة التالية التي تأخذها الدائرة هي توفير الوصاية لهم. ويتم إجراء المزيد من الاختبارات الطبية لهم وتوفير التعليم والتدريب على اللغة وتأمين السكن.

تعيين الوصاية
الخطوة القادمة هي تعيين الوصي على القاصر. وتأخذ محكمة الأسرة القرار بشأن من يكون وصيًا على القاصر. وتبقى الوصاية على القاصر إلى حين وصوله سن البلوغ بناء على قانون البلد الذي جاء منه اللاجئ القاصر، وليس على أساس القانون الألماني. فمثلًا، يعتبر سن البلوغ في جمهورية توغو 21 عامًا، بينما يبلغ سن البلوغ في ألمانيا 18 عامًا، ولهذا يعتبر اللاجئ من توغو قاصرا قانونيا في ألمانيا حتى بلوغ سن 21 عامًا.

يتم بعد ذلك توضيح مسألة السكن والإقامة. وهذه النقاط الأساسية التي يتم بموجبها أيضا تقديم طلب اللجوء. ففي حال اعتبار سبب تقديم طلب اللجوء ضعيفًا، تنظر دائرة الهجرة في احتمال منح طالب اللجوء "تعليقًا مؤقتا للترحيل"، وما يسمى بالألمانية "Duldung". وإن لم يمكن ذلك، تنظر الجهات المعنية في احتمالات أخرى لتوضيح حالة الإقامة لطالب اللجوء القاصر.

وفي حال قبول طلب اللجوء تكون الدائرة الاتحادية للهجرة واللجوء مسئولة عن تنفيد إجراءات اللجوء.

المقابلة والقرار حول طلب اللجوء
يعتبر القاصرون من دون ذويهم أشخاصا غير محصنين. ولهذا يجب منحهم ضمانات خاصة في حال طلب اللجوء، كما يتم إجراء مقابلات طلب اللجوء من قبل موظفين متخصصين، مدربين على الاهتمام بحالات القاصرين.

لا تجرى مقابلة طلب اللجوء إلا بمعية الوصي على القاصر. كما يمكن حضور مستشار متخصص بهذا الشأن. ويسمح للموظف المتخصص المكلف بإجراء المقابلة بطرح الأسئلة على القاصر تتعلق بأسباب طلبه اللجوء.

كما يتم التركيز خلال المقابلة على تحديد ما إذا كانت هناك مؤشرات تتعلق بأي أسباب خاصة بالأطفال للفرار. وقد يشمل ذلك تشويه الأعضاء التناسلية، والزواج القسري، والعنف المنزلي، والاتجار بالبشر، أو التجنيد القسري كجندي.

يتخذ القرار الأولى حول طلب اللجوء خلال المقابلة ويبلغ الوصي رسميًا بعد ذلك.

كيف هو وضع القاصرين دون ذويهم في ألمانيا؟
تقول السيدة ديسريه فيبر مديرة مؤسسة "انقذوا الأطفال" لموقع مهاجر نيوز إن وضع اللاجئين القاصرين من دون ذويهم في ألمانيا غير طيب تمامًا. وتضيف "هناك نقاط ضعف كثيرة في عملية حماية هؤلاء الصغار المعرضين للتهديدات. ويتم انتهاك حقوق كثير من الأطفال". وتقول إن هناك عددا كبير من الأطفال لم يتم اعتبارهم "قاصرون من دون ذويهم"، ما عرضهم لمخاطر الاتجار بالبشر واصبحوا ضحية للمجموعات الإجرامية ولم يتم الاهتمام بهم بما فيه الكفاية. كما تقول إلى أن عدم تحديد العمر بشكل صحيح دفع بكثير من الأطفال للسكن في مخيمات استقبال اللاجئين الكبيرة من دون أي حماية.

وتضيف السيدة فيبر أن منظمتها تشعر بالقلق لتدهور حالات بعض الأسر في ألمانيا. كما أن هناك صعوبة في تحديد القاصرين من دون ذويهم. وتختم بالقول "حتى وجود نظام جيد لتحديد القاصرين، لا يمكن له من التأكد من خطورة الوضع على الطفل". كما دعت منظمة أنقذوا الأطفال إلى إجراء اختبارات تقييم ملائمة للأطفال من قبل موظفين مدربين.

عصيم سليم/ ع.خ

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية