رئيس التحرير
عصام كامل

«سلوى» تجعلها «جزيرة» معزولة!!


سيذكر التاريخ أنه كانت هناك إمارة صغيرة بالكاد تظهر على الخارطة تدعى "قطر". تأسست على الغدر والمؤامرة والانقلابات.. وكي يضمن الابن حمد، الذي غدر بأبيه خليفة، بقاءه في الحكم، ويصبح له شأن بين الحكام العرب، تحالف مع شياطين الأرض، وبات بمثابة خنجر مسموم في ظهر العرب جميعا، ماعدا المنتمين منهم لتنظيم "الإخوان" الإرهابي، وما من مؤامرة أو كارثة حلت بدولة عربية، إلا كانت ممولة وتدار من قطر بدعم رعاة الاستعمار والمؤامرات في العالم.


"قطر" استقطبت مرتزقة العرب للعمل في قناة "الجزيرة" واجهة الإمارة الصغيرة على العالم، وجعلتهم "ينبحون" ليل نهار بالكذب والإفك ضد دول يراد لها الشر والخراب، وتعاقدت لتنفيذ المؤامرات مع مهرة في تزييف المواد الفيلمية والإعلامية، وأغدقت عليهم من مالها الكثير، لتفتيت الدول الكبرى وتنفيذ مؤامرة الشرق الأوسط الجديد.. صحيح أنها نجحت في البداية واعتلى "الإخوان" الحكم في أكثر من دولة، لكن الثورة المصرية أحبطت المؤامرة العالمية، وبدأت تدور الدوائر على "قطع" أقصد "قطر".

ضغط كبار العرب على الأمير حمد للتوقف عن تمويل الإرهاب والتدخل في شئون الدول العربية، والحد من أكاذيب "الجزيرة"، وكذلك طرد من تأويهم من قادة الجماعات الإرهابية، فوقع على الوثائق في "السعودية" لكنه كالعادة لم يلتزم، ومع العقاب الخليجي أذعن قليلا ثم عاد سيرته الأولى، حتى اضطر إلى التنازل عن الحكم لابنه تميم، ليقدم هذا الأخير أسوأ نموذج لحاكم على الإطلاق، فكان أن تحالف الرباعي "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" لإيقافه عند حده وإعاده الأمور إلى نصابها بقرار مقاطعة رباعي لا ينتهي إلا بتنفيذ شروط واضحة ومحددة لا تقبل التفاوض والمساومة.

سعت قطر منذ المقاطعة في يونيو الماضي إلى التحايل على أسبابها، وأفشلت جهود أمير الكويت للمصالحة، وإلى جانب وجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية على أرضها، استعانت بقاعدة تركية، وفتحت الدوحة أبوابها لقوات الحرس الثوري الإيراني لحمايتها من "الرباعي العربي".

اعتقد حكام قطر أن تجييش قواعد "أعداء العرب"، خصوصا إيران على أرض الإمارة الصغيرة، سيحميهم من عقاب من نوع آخر، وهم الذين صرخوا مرارا خشية توجيه "الرباعي العربي" ضربة عسكرية لا تبقي ولا تذر، ورغم نفي دول المقاطعة التفكير في ضربة عسكرية لقطر، إلا أن الدوحة أنفقت المليارات لتشويه صورة الرباعي المقاطع، بشراء الذمم والولاءات ووسائل الإعلام حول العالم، لكنها لم تفلح فماذا كان رد الفعل؟.

نشرت صحيفة "سبق" السعودية خبرا عن إنشاء "قناة سلوى البحرية"، على طول الحدود السعودية القطرية، ستكون نتيجتها أن تتحول قطر من شبه جزيرة إلى "جزيرة معزولة جغرافيا". تلقف التواصل الاجتماعي الخبر، خصوصا "تويتر" وتصدر اسم "قناة سلوى البحرية" الترند في الخليج كله، أيد فيه الغالبية فكرة القناة والمشاريع المرافقة لها، لأنها تمنع الشر القطري والقواعد الأجنبية التي على أرضها عن السعودية، وفي الوقت نفسه تعزل قطر تماما عن محيطها وتضعها في مكانها الصحيح "مجرد قزم لا يكاد يرى على الخارطة". هناك طبعا من رفض فكرة العقاب بهذه الطريقة، لأن الشعب القطري لا ذنب له في تحمل نتائج عمالة وسوء إدارة حكامه للسلطة، لكن دائما تتحمل الشعوب وزر حكامها.

أمس تسلم حرس الحدود السعودي منفذ سلوى الحدودي مع قطر من الجوازات والجمارك في بداية سريعة لانطلاقة "قناة سلوى البحرية"، التي ستقام على طول الحدود مع قطر، وستلغي الحدود البرية معها.. تبدأ القناة من منطقة سلوى إلى خور العديد، بطول الساحل الشرقي للسعودية، بمسافة نحو 60 كلم، على أن تكون داخل الأراضي السعودية على بعد كيلومتر واحد من خط الحدود مع قطر.

يتضمن المشروع إنشاء قاعدة عسكرية سعودية في جزء من الكيلومتر الفاصل بين الحدود القطرية وقناة سلوى البحرية، بينما يتم تحويل الجزء المتبقي إلى مدفن نفايات لمفاعل نووي سعودي اتفقت الرياض على إنشائه، ويمول مشروع القناة بالكامل من جهات سعودية وإماراتية استثمارية، على أن تكون السيادة سعودية كاملة، فيما تتولى شركات مصرية رائدة في مجال الحفر مهام حفر القناة المائية؛ رغبة من "التحالف الاستثماري" المنفِّذ للمشروع في الاستفادة من الخبرة المصرية في حفر قناة السويس، بحيث ينتهي المشروع خلال 12 شهرا فقط، بتكلفة 2.8 مليار ريـال سعودي، ويستهدف أيضا بناء منتجعات على طول الشاطئ و5 فنادق فاخرة، بالإضافة إلى منطقة حرة للتبادل التجاري.

"قناة سلوى البحرية" لتقزيم وعزل قطر فكرة عبقرية يستحق صاحبها التكريم، لأنها تضع حدا لمزايدة ومكابرة وتآمر قطر على الكبار، وتختم سياسة حكامها الكارثية بالعزل جغرافيا لتصبح "جزيرة" ليس لها منفذ وكأنها استقرأت مستقبلها من اسم قناتها "الجزيرة" المتآمرة على العرب.
الجريدة الرسمية