رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى أمين يكتب: شكرًا يا أمي.. شكرًا يا أبي

مصطفى أمين
مصطفى أمين

في كتابه "أفكار ممنوعة" كتب مصطفى أمين مقالا عن تخصيص يوم كل سنة للأم، ويوم آخر للأب، قال فيه:


يوم دعونا ـــ على أمين وأنا ــــ إلى إدخال الاحتفال بعيد الأم في بلادنا، هوجمنا هجوما شديدا، وخرجت الصحف تحارب الفكرة وتهزأ بها، وقالت إحدى الصحف إنها دعوة استعمارية مقصود بها إلهاء الناس عن مؤامرة الاستعمار مع تركيا للهجوم على سوريا.

وفرض عيد الأم نفسه على الجميع، وأصبح عيدا قوميا في مصر، وأصبحت البلاد العربية كلها تحتفل به.

وحاربت الحكومة العيد، ولجأنا إلى كمال الدين حسين، وزير التربية والتعليم في ذلك الوقت، فتحمس للفكرة، وجاء معنا وأقنع المسئولين الذين كانوا يعارضون بشدة الاحتفال بعيد الأم.

واليوم يخطر ببالي أن أبدأ بالدعوة إلى الاحتفال بعيد الأب، على أن يخصص له يوما غير يوم عيد الأم، لأن المزج بين العيدين يفقد الفكرة قوتها، إننا نريد يوما خاصا بالأب وحده دون شريك فيه، ولا نريد أن يقاسم الأم أحد في عيدها المقدس.

وأتوقع طبعا أن هذه الفكرة الجديدة سوف تلقى معارضة، فإن الطوب الذي يلقى على أي فكرة جديدة هو أشبه بالمدافع التي تطلق لتحية زائر عظيم، وكلما ارتفعت مكانة الزائر زاد عدد المدافع التي تطلق من أجله.

سوف يعارض بعض الناس ويقولون إن هذا العيد الجديد سوف يذكر الأولاد اليتامى بآبائهم فيبكون، وقد قيل لي نفس الاعتراض يوم احتفلنا بعيد الأم.

وقلنا لهم هل كثير أن نبكي على أمهاتنا يوما واحدا كل سنة ؟

إن أقل ما نفعله لآبائنا الذين فقدناهم أن نذرف عليهم دمعة كل عام.

وأقل ما يجب أن نفعله لكل أم ولكل أب أن نقول لهم مرة كل سنة "شكرا يا أمي.. شكرا يا أبي".
الجريدة الرسمية